السؤال
تزوجت حديثًا من فتاة ملتزمة، عن محبة بيننا، وبعد الزواج ظهر لي أنها سريعة الغضب، وتصدر ردود أفعال مبالغ فيها، وترى نفسها دائمًا على صواب، وليست مستمعة جيدة لنصائح زوجها، وتراها دائمًا انتقاصًا لها، وتخطئة لها، وإذا طرحت مسألة للنقاش -إذا كان رأيي مخالفًا لرأيها-، عبست، وغضبت، وقلبت وجهها، وتعلم جيدًا كم أحبها، ولكنها لا تراعي ذلك في تصرفاتها معي، فترفع صوتها، وترد دائمًا، وترى عقلها العقل المثالي، وأسلوبها توجيهي على الأغلب، وأنا مقهور من هذا التعامل؛ لأني لين جدًّا معها، وتراني شديدًا، متهمًا لها دائمًا، فماذا أفعل؟ وكيف تعامل الزوجة زوجها وفق شرعنا الحنيف؟ وكيف يعامل الزوج زوجته؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يصلح لك زوجك، ويهديك لأرشد أمرك.
واعلم أن الواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف، ومن المعاشرة بالمعروف أن تطيع الزوجة زوجها في المعروف، وتوقره، ولا ترفع صوتها عليه، أو تخاطبه بكلام غير لائق، فإنّ حق الزوج على زوجته عظيم، وراجع الفتوى رقم: 207325.
وعلى الزوج أن يحسن صحبة زوجته، وينبغي له أن يتغاضى عن هفواتها وزلاتها، وأن يتعامل معها بحكمة، فيضع الشدة والرفق في مواضعهما، مع مراعاة طبيعة المرأة، التي وصفها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: ... وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا. متفق عليه.
وقال البخاري -رحمه الله- في صحيحه: بَابُ المُدَارَاةِ مَعَ النِّسَاءِ، وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا المَرْأَةُ كَالضِّلَعِ». قال المهلب: المداراة أصل الألفة، واستمالة النفوس؛ من أجل ما جبل الله عليه خلقه وطبعهم من اختلاف الأخلاق. وجاء في مسند الإمام أحمد، وغيره عَنْ سَمُرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ, وَإِنَّكَ إِنْ تُرِدْ إِقَامَةَ الضِّلْعِ تَكْسِرْهَا, فَدَارِهَا تَعِشْ بِهَا. قال المناوي: أي: لاطفها، ولاينها؛ فبذلك تبلغ مرامك مِنْهَا من الِاسْتِمْتَاع، وَحسن الْعشْرَة. ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 17322.
والله أعلم.