السؤال
أنا متزوجة منذ سنتين ونصف، وعندي بنت، وحامل في الثانية، عرفت منذ فترة أن زوجي على علاقة بواحدة غيري، ولما واجهته قال لي: إنه سينهي علاقته بها، وبعد فترة وجدته يكلمها، ويقول لها: إنه يحبها، فلم أسكت، وواجهته، وقلت له: ما دمت تحبها، فلماذا تبقي عليَّ!؟ فحلف أنه لا يحبها، ولكن توجد مصالح بينهما، وأنها تسهل عليه شغله، ولذلك فهو يجاريها، وهي متزوجة، وعندها أولاد، فقلت له: هذه العلاقة غير شرعية، ولا بدّ من إنهائها، لكن الذي يحدث العكس، والعلاقة تزيد؛ لأن الشغل بينهما يزيد.
أنا لا أعرف كيف أتصرف، وقد كلمته باللين أحيانًا، وبالشدة أحيانًا؛ حتى تركت البيت، ولا يزال الوضع على ما هو عليه، وأشعر بشدة الألم؛ لأنه يقيم علاقة مع غيري، وأنه يحبها، فكيف أتصرف؟ فهذا الأمر يؤثر على نفسيتي، وعلى حملي.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن صح ما ذكرت عن زوجك، فلا شك في أنه أساء إساءة عظيمة، فمن أسوأ الفعال، وأقبح الخصال أن يقدم رجل متزوج على إقامة مثل هذه العلاقة، ومع امرأة متزوجة، فهذا مما يعظم به الإثم؛ لأنه فيه الجمع بين معصية الله تعالى، والجناية على حق الزوج، وانظري الفتوى: 32948، والفتوى: 30792، والفتوى: 21582.
فنوصيك أولًا بالصبر، وكثرة ذكر الله تعالى، والاستغفار، وأن تجتهدي في تجنب الضغوط النفسية؛ حتى لا تتضرري، أو يتضرر حملك بسبب ذلك.
وعليك أيضًا بالإكثار من الدعاء.
ومما نرشدك إليه أيضًا: التزين، وحسن التبعل لزوجك؛ فإن ذلك يحببك إليه، ويقوي المودة بينكما، فلا تتطلع نفسه إلى غيرك.
واستمري في نصحه بأسلوب حسن، عسى الله -عز وجل- أن يهديه، ويتوب عليه، فإن تم ذلك، وزال الإشكال، فاحمدي الله تعالى، وإن استمر على ما هو عليه، فيمكنك تهديده بإخبار أهله بهذا الأمر، فلعل ذلك يكون رادعًا له.
والمقصود أن تحاولي بكل الوسائل المشروعة التي يرجى أن ترده لصوابه، فإن تم ذلك، فالحمد لله، وإلا فلك الحق في أن تطلبي منه الطلاق لفسقه، ففسق الزوج من مسوغات طلب الطلاق، كما هو مبين في الفتوى: 37112.
ولكن مع ذلك فقد لا يكون الطلاق هو الأصلح والأفضل دائمًا، فلا تعجلي إليه قبل أن تتبيني وجه المصلحة فيه.
والله أعلم.