السؤال
قمت بالدخول إلى حساب زوجتي في مواقع التواصل الاجتماعي، فوجدت مراسلات لها قبل زواجنا مع شباب قصد التعارف للزواج، فأحسست بخيبة أمل فيها، علمًا أنها فتاة ملتزمة، وأحسست بشعور بالغيرة الشديدة، والشك، كما بدأت أشعر بندم شديد للبحث في ماضيها، والتجسس عليها، فقد ندمت أشد الندم على الإقدام على هذا الأمر، وهذه المشاعر أصبحت تؤرقني، وتحزنني، فأرجو منكم استشارة من فضلكم -جزاكم الله خيرًا-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بندمك على ما فعلت من دخولك على حساب زوجتك، والتجسس عليها، فهذا أمر محرم، تجب عليك التوبة منه، وراجع الفتوى: 175493، والفتوى: 5450.
ويكفيك أن تكون زوجتك على استقامة، ولا تنظر أو تبحث في ماضيها، فلو أنها أتت منكرًا،، وتابت منه، لا تؤاخذ به، مع العلم أنه يجوز شرعًا للمرأة أن تبحث عن الأزواج، إذا انضبطت بالضوابط الشرعية، ولم تتجاوز حدود الله في ذلك، كما سبق بيانه في الفتوى: 18430.
فادفع عنك كل هذه المشاعر السيئة، ولا تجعل للشكوك مستقرًّا في قلبك، بل اعمل على مدافعتها؛ لئلا يتعاهدها الشيطان فتكبر، ثم يترتب عليها ما لا تحمد عقباه، قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر:6}، وروى مسلم عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة، أعظمهم فتنة. يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئًا. قال: ثم يجيء أحدهم، فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته -قال- فيدنيه منه، ويقول: نعم، أنت.
فأحسن عشرة زوجتك، والغيرة إن لم تكن عن ريبة، فهي مذمومة، وانظر الفتوى: 75940.
والله أعلم.