السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة. عندما أكون في حالة إمساك، أو أحيانا حتى في حالة عدم الإمساك، ويتطلب مني التغوط مجهودا، يخرج من الذكر سائل لزج، فيه نوع من الحبيبات، علما أنه يسيل ولا يقذف، عادة أحاول التبول بعدها مباشرة، وأقوم بغسل الذكر جيدا، لكن عند الخروج من الخلاء أحس بأن السائل لا يزال يخرج بكميات صغيرة جدا، مما يتطلب مني الدخول مجددا الخلاء، ومحاولة التبول للتخلص من الرواسب والغسل الجيد، وأحيانا تكرار العملية؛ لأنني في الأصل أعاني من كثرة التبول، وخروج هذا السائل يزيد الأمر سوءا، وأحيانا أشعر بعد التبول بنزول قطرات من البول بعد الخروج من الخلاء، غير أنني غير متأكد من خروجها، أو أن الإحساس بنوع من التهيج والحرقة هو سبب ذلك الشعور. والحالتان جعلتاني أشك في صحة صلاتي وطهارتي، وأصبحت الصلاة ثقيلة على قلبي بسببهما.
فهل تصرفي صحيح أم يجب عليَّ الاغتسال؟ وكيف أتعامل مع هذا الوضع؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسائل الذي يخرج منك هو الودي، وهو سائل أبيض لزج يخرج بعد البول غالبًا، وأحيانًا يخرج قبله، وحكمه أنه نجس يجب منه الوضوء، ولا يجب منه الغسل. ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى: 19559، والفتوى: 22308.
وأما القطرات التي تشعر بنزولها بعد الخروج من الخلاء، فإن كان شعورك بها مجرد وهم، أو شك لم يصل إلى غلبة الظن؛ فتجاهل ذلك وتوضأ وصل، ولا تلتفت إلى شيء منه، ولا تعره أي اهتمام. كما لا يلزمك التفتيش والتحقق عما إذا كان قد خرج منك أو لم يخرج، بل يسعك العمل بالأصل، وهو أنك لست مخاطبا شرعا إلا بما خرج منك بيقين أو غلبة ظن، وفي هذا سد لباب الوسوسة.
وأما إذا غلب على ظنك، أو تيقنت يقينا جازما لا ريب فيه أنه قد خرج منك قطرة بول أو أكثر، فحينئذ يلزمك الاستنجاء، وتطهير ما أصاب بدنك وثوبك من النجاسة، وذلك بصب الماء على موضع النجاسة وغمره به، وانظر لبيان ما يفعله المصاب بخروج قطرات البول الفتوى رقم: 158299.
وننصحك بالحذر كل الحذر من التمادي في الأوهام والشكوك حتى لا تفضي بك إلى الوساوس التي تنغص عليك حياتك وطاعتك، وقد تنزل بك إلى دركات لا تحمد عاقبتها.
والله أعلم.