السؤال
شيخنا الكريم: إني والحمد لله لا أغضب في تصرفاتي، وأحاول إرضاءها بشتى الطرق. لكن إذا تصرفت بشكل عفوي أو غير مقصود، تغضب كثيرا، وتغضب مني ويكون بسبب شيء غير كبير.
أراقب كل تصرفاتي في معاملتي معها، وأحاول ألا أغضبها، لكنها سريعة الغضب. وأحاول ألا أتجادل معها في أي شيء خوفا من غضبها من تصرفاتي. لو خرجت وتأخرت قليلا تغضب، ودائما تقول بأني تغيرت منذ زواجي، وزوجتي الحمد لله، لا ترد جوابا ولا شيئا، وتسمع كثيرا كلاما جارحا، وهي ساكتة. لا أدري ماذا أفعل؟
وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسؤال فيه شيء من الغموض، فلا ندري من تقصد بمن وصفتها بأنها سريعة الغضب، والظاهر أنك تعني أمك.
فإذا كان الأمر كذلك، فقد أحسنت بسعيك في إرضائها وتحاشيك قدر الإمكان ما يمكن أن يكون سببا لغضبها، فجزاك الله خيرا.
وعليك بالاستمرار في برها والإحسان إليها، على أن لا يكون ذلك على حساب زوجتك، فتظلمها لأجل أمك، بل أد لكل منهما حقها. وانظر الفتوى 67977.
ومن حق الزوجة المسكن المستقل، فإن كانت تعيش مع أمك في نفس البيت مع اتحاد المرافق، وطلبت زوجتك مسكنا مستقلا، وجب عليك توفيره لها ولو بالأجرة.
قال الخطيب الشربيني -الشافعي- في مغني المحتاج: ولا يشترط في المسكن كونه ملكه قطعًا، بل يجوز إسكانها في موقوف، ومستأجر، ومستعار. اهـ.
وإن كنت تعني بما ذكرت أخيرا أن زوجتك تسمع كلاما جارحا من أمك ولا ترد، فجزى الله زوجتك خيرا على صبرها وتحملها، ولكن ينبغي أن تناصح أمك في هذا الأمر برفق، أو تسلط عليها من يبذل لها النصح ممن ترجو أن تقبل قوله.
والله أعلم.