السؤال
كذبت على أستاذي في الجامعة، وقلت إن فيه بعض الصفات غير الصحيحة مثل استقبال الرشوة من الطلاب؛ للحصول على الامتحانات.
وزورت مجموعة من الأدلة، حتى أثبت كلامي، واشتكيت عليه عند الإدارة، وقالوا إنهم سيتخذون معه الإجراءات القانونية، يمكن أن يُفصل من عمله، أو يحصل على إنذار نهائي.
هل هناك مجال للتوبة دون أن أعتذر له؛ لأنني إذا اعتذرت له، ستزيد المشاكل؟
وشكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتوبتك من البهتان الذي بهت به أستاذك، أن تبادر إلى الإدارة، وتخبرهم بأنك كذبت فيما أخبرتهم به حتى لا يقوموا بفصله من العمل، ولا يكفيك -فيما نرى- أن تندم فقط، بل لا بد من أن تسعى في إزالة الضرر الذي لحق بالرجل، ما دمت قادرا على ذلك. وقد ذكر الفقهاء أن من بهت شخصا فحقه أن يكذب نفسه.
كما قال ابن حجر الهيتمي في الزواجر: وَأَمَّا فِي الْعِرْضِ: فَإِنْ اغْتَابَهُ أَوْ شَتَمَهُ أَوْ بَهَتَهُ، فَحَقُّهُ أَنْ يُكَذِّبَ نَفْسَهُ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مَعَهُ إنْ أَمْكَنَهُ بِأَنْ لَمْ يَخْشَ زِيَادَةَ غَيْظٍ، أَوْ هَيْجِ فِتْنَةٍ فِي إظْهَارِ ذَلِكَ، وَإِنْ خَشِيَ ذَلِكَ، فَالرُّجُوعُ إلَى اللَّهِ لِيُرْضِيَهُ عَنْهُ. اهـ.
والواجب عليك أن تتقي الله تعالى، فإن ظلم الناس شأنه عظيم وخطره جسيم، وقد قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا. {الأحزاب:58}، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ، أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ. رواه أحمد وأبو داود.
وجاء في تفسير "ردغة الخبال": أنها عُصارةُ أهل النار، وفي رواية للطبراني: وَمَنْ بَهَتَ مُؤْمِنًا أَوْ مُؤْمِنَةً، حَبَسَهُ اللَّهُ فِي رَدْغَةِ الْخَبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ، وَلَيْسَ بِخَارِجٍ.
والله أعلم.