السؤال
أنا متزوجة منذ سبع سنين، وأمّ لطفلين، وكثرت المشاكل والخلافات بيني وبين زوجي، وهذه المشاكل بدأت مبكرًا منذ السنة الأولى للزواج، ولكنها الآن أصبحَت أكثر، وأعنف، وأكثر حدة، وفي أول سنة طلّقني زوجي مرتين، وبقي لي حبل واحد، وأغلب أيامنا مشاكل، والخطأ في هذه المشاكل متبادل بيننا.
وما يؤلمني أن زوجي يشتمني بأسوأ الألفاظ والشتائم أمام أطفالي، وأحيانًا يتعدى عليَّ بالضرب أمامهم، وأنا لا أبرئ نفسي، فكثيرًا ما أرد عليه، وطلبت منه الطلاق كثيرًا، ولكنه دائم الرفض، وعرضت عليه أن أرد له مهره والذهب، ولكنه رفض أيضًا، ويقول: إنه غير متمسك بي، ولكنه لا يريد الطلاق من أجل الأطفال، وحتى لا تتشتت الأسرة، ولكنه لا يغير ما يقوم به من شتم وإهانة لي في كل مشكلة، بل يريد مني أن أصبر على هذا الوضع، وأنا -والله- يؤلمني جدًّا ما يحدث بيننا من شقاق، وأخاف من عذاب الله، وأخاف أن يباغتني الموت وأنا على هذه الحال معه.
في آخر مشكلة بيننا اتصلت بوالدي -وأنا عيش مع زوجي في بلد آخر غير بلدنا-، وأخبرته بالمشكلة، وبرغبتي في الطلاق، وعندما تحدث والدي معه أنكر أشياء كثيرة، وأخبره أني أنا المخطئة، وقال لأبي: إنه لا يريد أن يطلّق، ويشتّت الأسرة، ثم إن والدي طلب مني أن أصبر؛ لأني بعيدة عنهم، ولا يستطيع فعل شيء، فلم أصرّ على رغبتي لوالدي؛ لأن أبي وأمي كبيران في السن، وعندهما الضغط -حفظهما الله، وشفاهما-، فخفت عليهما.
واللهِ إني أعلم أن هذه ليست العشرة بالمعروف التي أمر بها الله كلا الزوجين، وأخاف من عذاب الله، وأخاف أن أخسر الدنيا؛ بأن أعيش في شقاق مستمر يشغلني حتى عن العبادة، وأن أخسر الآخرة بالذنوب التي أكسبها من خلافاتي معه.
وكلما أذكّره بأن الله أمره بالعشرة بالمعروف، أو الطلاق بالمعروف، يرفض الطلاق، ويتعنّت، مع أنه متدين، ولا أعيب عليه في دينه شيئًا، ويقول لي: إن طلبي للطلاق من غير ما بأس، ويذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة"، ويقول: إنه هو صابر عليَّ، وعليَّ أنا أيضًا أن أصبر، فهل أنا آثمة فعلًا في طلبي الطلاق، ولا يوجد بأس يحق لي به طلب الطلاق؟ أنا الآن فاقدة الأمل تمامًا في أن يتغير؛ لهذا لا رغبة لي في أن أستمرّ معه، فهو يعود لما هو عليه في كل مرة، فهل أنا آثمة في هجري له حتى يطلّقني؟ فأنا عاجزة عن فعل أيِّ شيء، ولا أستطيع الذهاب إلى المحكمة.