السؤال
يقول الله عز وجل {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون}، فماذا نستخلص من هذه الآية وغيرها؟
نستخلص أن الليل والنهار مخلوقان، سخرهما الله عز وجل خصيصًا للبشر، لكي يناموا، وترتاح أجسادهم في الليل، ويقضوا شؤونهم في النهار.
إذن: لولا البشر وسائر المخلوقات ما خلقهما، بدليل قوله تعالى: {جعل لكم}. فلماذا يوجد الليل والنهار على الكواكب الأخرى، كما تقول وكالات الفضاء، والتي ليست فيها حياة أصلاً؟ فمثلاً: كوكب كبلر452b المكتشف حديثًا، يؤكدون أن شمسه ومناخه يشبه شمسنا ومناخ الأرض، وأيضًا عدد أيام السنة، ومقدار الليل والنهار فيه، قريب أيضًا من مقدارهما على الأرض.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يخلق الله له ولغيره من الكواكب ليلًا ونهارًا، وشمسًا وقمرًا، ويجعل مناخه معتدلًا، رغم أنه لا يوجد فيه بشر ولا حياة؟
وأيضًا الأهلة جعلها الله لنا نحن البشر، لكي نعرف مواقيت صلاتنا، ووصومنا، وفطرنا، وحجنا، وغير ذلك، ولولا ذلك ما خلق الله منازل القمر من هلال وغيره. فلماذا توجد أقمار وأهلة على الكواكب الأخرى الخالية من الحياة؟ ثم بالله عليكم أليست الزلازل والبراكين والكسوف والخسوف في ديننا آيات يخوف الله بها عباده، لكي يتوبوا إليه. فلماذا توجد كل هذه الآيات على الكواكب الأخرى، كما تقول وكالات الفضاء، فأكبر جبل بركاني -حسب قولهم في مجموعتنا الشمسية- موجود في كوكب المريخ. فلماذا إذن توجد البراكين والكسوفات في كوكب المريخ الذي ليس فيه حياة؟ فمن الذي سيخوفه الله تعالى به، ولم ير تلك الآيات أحد؟
وأيضًا هم يؤكدون أن المريخ في أول خلقه كان فيه بحار ومحيطات، مثل الأرض، وكثير من المياه العذبة، والتي تجمدت منذ آلاف السنين، أو أكثر. فلماذا هذا الماء، ولا يعيش، ولا يشرب منه أحد؟ أليس هذا يؤكد أن وكالات الفضاء يكذبون علينا بصورة مزيفة، لمحاربة الإسلام وباقي الأديان؟ أليس من يصدقهم يعد مكذبًا بالقرآن، ومكذبًا للأسباب التي أخبر الله بها عن آياته؟ أليس من يصدقهم يتهم الله سبحانه باللعب والعبث-تعالى الله عن ذلك- بخلق كواكب أكبر من الأرض، وفيها ليل ونهار، ومياه وهواء، وشمس وقمر وأهلة، ولا يعيش عليها أحد، لأنه لوكان كلامهم صحيحًا، أليس هذا يجعل كلام الجيولوجيين والملحدين صحيحًا حينما يقولون إن الزلازل والكسوفات والخسوفات ظواهر طبيعية، لها أسباب طبيعية ومادية، ولا علاقة لها بغضب الله وعقابه وتخويفه؟