السؤال
بارك الله فيكم على جهودكم الطيبة المباركة في خدمة الإسلام والمسلمين.
رزقت بولد، كان يستطيع الكلام بادئ الأمر، لكن الله شاء أن يصاب باضطراب نفسي أفقده القدرة على النطق مرة ثانية، وبدأنا في علاجه وتدريبه، وفي تلك المرحلة طلبت من الله وسألته أنه إذا قال لي ابني كلمة ماما مرة ثانية، فإني سأصلي لله -عز وجل- ألف ركعة، وكنت قد سمعت عن كراهية النذر، ولكن أصابني اليأس، وأردت أن أطمئن نفسي وأعلقها بشيء.
وبعد مرور ما يقارب سنتين قال ابني كلمة: ماما، يقصدها، والحمد لله. وبدأت في قضاء صلاتي، لكنني لم أقم بحساب ما صليت منها، ومررت بفترة حمل وولادة، وظروف كثيرة أخرى، وشق عليَّ الأمر في أن أكمل نذري.
هل هنالك طريقأ أوفي بها نذري غير الصلاة؟ كفارة مثلا، أو صدقة.
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنذرك صلاة ألف ركعة إن تكلم ابنك بتلك الكلمة يعتبر نذرَ طاعة، ويجب عليك الوفاء به؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ. رواه البخاري، ولا تنوب الكفارة عن الوفاء ما دام الوفاء به مقدورا عليه، والنذر الذي تنوب عنه الكفارة هو النذر الذي لا يطيق صاحبُه الوفاءَ به، كما بيناه في الفتوى: 355384 .
فإن كنت قادرة على الوفاء به، ولو بعد حين، فيجب عليك أن تفي به وفق ما نذرت، وعلى حسب استطاعتك، فإنك لو صليت كل يوم عشر ركعات -مثلا- لانتهيت من الألف ركعة في مائة يوم؛ أي في ثلاثة أشهر وعشرة أيام تقريبا، ولو صليت خمس ركعات لأكملتها في ستة أو سبعة أشهر، فالأمر يسير -فيما نرى- فلا بد من الوفاء بهذا النذر.
وأما كونك لا تعلمين عدد الصلوات التي صليتها لنذرك، فلا مناص من التقدير والبناء على الأقل، فلو أنك شككت هل صليت مائة ركعة أو مائة وخمسين، فاجعليها مائةً لأن هذا هو الأقل المجزوم بصلاته، وما زاد فهو مشكوك فيه، ولا تبرأ ذمتك بالمشكوك فيه.
والله أعلم.