السؤال
جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموقع الرائع، وعلى إفاداتكم لنا.
ما حكم ممارسة العلاقة الجنسية مع زوجتي في بيت أبيها وإخوتها؟ مع العلم أننا عقدنا الزواج، وسلّمت لها الصداق، وأعلنّا الزواج في بيت أبيها بحضور أهلي وأهلها وجيرانها.
وهل أنا آثم في اليوم الأول الذي مارست فيه العلاقة الجنسية مع زوجتي، ولم أتوضأ ولم أصلّ ركعتين، كما ورد في عدة أحاديث نبوية؟
جزاكم الله عنا خيرًا، وبارك في علمكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في معاشرة زوجتك في بيت أبيها، أو غيره، ما دمت تخلو بها في موضع لا يراكما أحد، ولا يسمع صوتكما، قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: ولا يجامع بحيث يراهما أحد، أو يسمع حسهما، ولا يقبلها ويباشرها عند الناس. قال أحمد: ما يعجبني إلا أن يكتم هذا كله. انتهى. وراجع الفتوى: 138699.
وأمّا ترك صلاة ركعتين قبل الدخول؛ فلا إثم فيه، فليس ذلك بواجب، ولم يرد فيه -فيما نعلم- أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن استحبّه بعض أهل العلم؛ لما ورد عن بعض الصحابة، ففي مصنف عبد الرزاق عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي أُسَيْدٍ قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً، وَأَنَا مَمْلُوكٌ، فَدَعَوْتُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيهِمْ أَبُو ذَرٍّ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةُ، فَتَقَدَّمَ حُذَيْفَةُ لِيُصَلِّيَ بِهِمْ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ، أَوْ رَجُلٌ: لَيْسَ لَكَ ذَلِكَ، فَقَدَّمُونِي، وَأَنَا مَمْلُوكٌ، فَأَمَمْتُهُمْ، فَعَلَّمُونِي قَالُوا: «إِذَا أُدْخِلَ عَلَيْكَ أَهْلُكَ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَمُرْهَا فَلْتُصَلِّ خَلْفَكَ، وَخُذْ بِنَاصِيتِهَا، وَسَلِ اللَّهَ خَيْرًا، وَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا».
وقد سئل الشيخ ابن باز -رحمه الله-: يقولون: إن للزواج صلاة، ويسمونها سنة أو سنة الزواج، وهي قبل الدخول، أي: قبل المجامعة، ويقولون: تصلي ركعتين، ومن بعدها الدخول، أفيدونا مشكورين؟
فأجاب: يروى في ذلك بعض الآثار عن بعض الصحابة صلاة ركعتين قبل الدخول، ولكن ليس فيها خبر يعتمد عليه من جهة الصحة.
فإذا صلى ركعتين -كما فعل بعض السلف-، فلا بأس، وإن لم يفعل، فلا بأس، والأمر في هذا واسع، ولا أعلم في هذا سنةً صحيحة يعتمد عليها. انتهى.
والله أعلم.