السؤال
نسأل الله الصلاح في ديننا ودنيانا، وأن ينفع بكم وبعلمكم. أما بعد؛ فإنه قد لفت نظري أثناء تلاوة سورة (الرحمن) قول المولى عزّ وجلّ: " فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَـمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ "آية (56). باستخدام الضمير المتصل الدال على جمع المؤنث الغائب (هن) برغم أن الآيات القرآنية قبلها أخبرت عن الجنتين بصورة المثنى؛ في قوله تعالى : "ولمن خاف مقام ربه جنتان" ثم قوله تعالى : "ذواتا أفنان" ثم قوله سبحانه : "فيهما عينان تجريان" باستخدام الضمير المتصل الغائب الدالّ على المثنى (هما) وهكذا.
وكذلك الأمر في قوله تعالى : "فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ"من سورة الرحمن- آية (70)، بعد الإخبار أيضا عن الجنتين في قوله -عزّ وجلّ -: " ومن دونهما جنتان".
وعندما راجعت بعض التفاسير كالطبري -رحمة الله عليه- وجدته قد فسر الأولى على أنهن نساء الجنة على الفرش التي بطائنها من إستبرق، وفسر الثانية على الجنات الأربع:(ولمن خاف مقام ربه جنتان، ومن دونهما جنتان)، ولكني فوجئت بمن فسر الآيات على (الإنترنت) بأنها تعود على فاكهة الجنة في قوله تعالى: "فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ" من سورة الرحمن- آية (52) ثم قوله بعدها (فيهن قاصرات الطرف). وكذلك قوله تعالى: "فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ" من سورة الرحمن- آية (68) ثم قوله تعالى (فيهن خيرات حسان).
فاعتبرتُ التفسير الأخير غريبا، فلجأت إليكم للفتوى، داعيا الله أن ينفع بكم وبعلمكم، ويهدينا إلى ما يحب ويرضى.