السؤال
حاولت الإقلاع عن بعض الذنوب بعدما عرفت حرمته، فنذرت لله أن أقرأ سورة البقرة كلما وقع مني هذا الذنب؛ تأديبًا لنفسي؛ حتى تملّ من فعل ذلك الذنب، وقد مضى على هذا النذر سنين، وعليّ الآن أن أقرأ سورة البقرة أكثر من ثمانين مرة، وقد بدأت أشك في صيغة نذري، فأنا أريد أن أقسم قراءتها بين الساعات في اليوم الواحد؛ حتى أستطيع أن أفي بنذري مبكرًا.
كنت أقرؤها سابقًا وأنا جالسة في مكاني، ولا أتركه حتى أنتهي منها؛ رغم أنني بدأت أشك هل نذرت أن أقرأها في جلسة واحدة، أم إنني نذرت أن أقرأها في نفس اليوم الذي يقع مني هذا الذنب، وأنا أتذكّر أن صيغة نذري كانت بهذا اللفظ: "نذرًا عليّ يا رب أني أقرأ سورة البقرة في كل مرة (وذكرت ذنبي)، ونذرًا عليّ أني أقرؤها في نفس اليوم الذي (وذكرت ذنبي مرة أخرى)".
وحين أحاول أن أتذكر هل قلت: "سأقرؤها في جلسة واحدة أم لا"، لا أتذكر، إلا أنه كان في بالي، وتخيّلت نفسي جالسة أقرأ في جلسة واحدة حينما نذرت النذر؛ لكوني أتذكر ذلك اليوم جيدًا، وشعرت بصعوبة الأمر على نفسي حتى تقلع عن الذنب، وبدأتُ أشك إن كنت تلفظت بذلك أم لا، فهل عليّ إثم إن أخذت بما أنا متيقنة به من نذري، بأن أقرأ سورة البقرة في يوم واحد، بمعنى أن أقسمها بين الساعات، أم إن عليّ أن أواصل قراءتها في جلسة واحدة، حتى وإن كنت أشك أنني قد نذرت ذلك؟
حين أقرؤها في جلسة واحدة، لا أتمدد على السرير حين أتعب من الجلسة، وكأنني نذرت أن لا أقرأها إلا وأنا جالسة، حتى أنني لا أتحرك من مكاني، فلا أحرك إلا رجلي حين يؤلمانني من الجلسة، وإذا قمت من مكاني، فذلك يعني أن أعيد قراءتها من جديد؛ ولأجل ذلك بدأت نفسي تتكاسل؛ رغم أني أريد قراءتها كل يوم حتى أنتهي، ويرتاح ضميري، وقد سجّلت صوتي وأنا أنذر هذا النذر، ولكنني مسحته قبل خمس سنوات، وأنا الآن نادمة على فعلي ذلك.
ومرة قررت أن أقسم قراءة سورة البقرة بين الساعات، وأنهيها في يوم واحد، وقد فعلت ذلك؛ لأنني سمعت التسجيل مرة أخرى حتى أتأكد من صيغة نذري، وذلك كان قبل أن أتخلص من التسجيل، ولكن توقفت عن فعل ذلك بسبب الشك.