السؤال
لي أخ تكبر عليَّ، وظلمني، وأنا قادر على أن أبطش به، وأُدَمِّر حياته، وكل ما سعى من أجله. لكني كثير النسيان والمسامحة، وهذا ليس ضعفا مني، بل شفقة عليه؛ لأني أعلم بما أقد أتسبب له من الضرر.
وأنا الآن غاضب عليه لما فعله معي مؤخرًا، وأريد أن يدفع ثمن تطاوله، وأنتقم منه شر انتقام، وأن أدمره.
فما الحكم في ذلك في ديننا؟
وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الأخ يظلمك -كما ذكرت- ويتكبر عليك؛ فلا شك في أنه مسيء بذلك إساءة عظيمة، وغالبا ما يكون التكبر حاملا لصاحبه على الظلم.
وراجع النصوص الواردة في بيان خطورة كل من الكبر والظلم في الفتوى: 10706، والفتوى: 342715.
ونشكرك على ما ذكرت عن نفسك من أنك كثيرا ما تتناسى وتسامح من يعتدي عليك ويظلمك، فجزاك الله خيرا.
ولعل من المناسب أن نحيلك هنا على الفتوى: 27841، حيث بينا فيها النصوص الدالة على فضيلة العفو، وعنوان هذه الفتوى:( ثمرات العـفـو عن الظالم لا تقارن بالانتصاف منه).
ومن هذه الفتوى يتبين أنه يجوز شرعا للمظلوم أن ينتصف من ظالمه، ولكن العفو أفضل، وهو ما ننصحك به هنا، ونهديك إليه، ونحثك عليه.
ونختم بالتنبيه إلى أن هنالك ضوابط شرعية في انتصار المظلوم من الظالم سبق بيانها في الفتوى: 414145، والفتوى 446440.
والله أعلم.