السؤال
جزاكم الله خير الجزاء على هذا الجهد العظيم.
لدي سؤال: من عليه مسؤولية شراء المستلزمات المنزلية: الزوج أم الزوجة.
زوجي يطالبني بأن أشتري حاجات البيت، وذلك أمر صعب علي؛ لأنني أضطر إلى أن أتحجب وأجهز ابنتي، وأخرج؛ كي أشتري البضائع. وأرجع لكي أنزع حجابي، وأنزع ملابس ابنتي الشتوية. وبعد ذلك أعود إلى المطبخ للطبخ.
نحن في بلد غربي؛ لذلك علينا أن نلبس ملابس شتوية، وهذا يأخذ مني وقتا أكثر لأتجهز، بالإضافة إلى أن ابنتي الرضيعة كثيرة البكاء وخصوصا عندما نذهب إلى الخارج. بالإضافة إلى أنني تربيت في بيت كنت فيه آتي بما يحتاجه الأخ أو الأب، أو الابنة الصغيرة أعني التي لم تبلغ أي ما قبل الثالثة عشرة. لهذا السبب فأمر شراء الحاجات صعب علي بشكل لا يصدق.
علما أنني حدثته في هذا الموضوع في فترة خطوبتنا، ووعدني بأن يتولى أمر حاجات المنزل. ولكن بعد أن تزوجنا انقلب، وقال لي إن الأمر صعب عليه.
هل لي الحق في أن أطالب بعدم شراء الحاجات اليومية؟
وشكرًا مقدمًا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يلزم الزوجة الخروج إلى الأسواق لشراء حاجات البيت، فالخدمة الواجبة على الزوجة -عند من أوجبها- هي الخدمة الباطنة. قال ابن رشد في مناهج التحصيل: وإن لم يكن في صداقها ما تشتري به خادما: فعليها الخدمة الباطنة كالعجين والطبيخ والكنس والفرش والرش، واستقاء الماء، يريد: إذا كان داخلًا. انتهى.
وجاء في الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني: واستقاء ماء إن كانت من نساء البوادي اللاتي اعتدن ذلك. انتهى.
وفي منح الجليل شرح مختصر خليل: واستقاء الماء إن كان عادة البلد. لعله يريد من بئر دارها، أو ما قرب منها وخف. انتهى.
وفي فتح العلي المالك: واستقاء ماء من بئر في الدار أو خارجها، أو بحر بشرط القرب، والاعتياد في الاستقاء. انتهى.
وعليه؛ فليس من حقّ زوجك أن يجبرك على الخروج لشراء حاجات البيت، لكن نصيحتنا لك ولزوجك؛ أن تتفاهما في هذا الأمر وتتعاونا قدر الاستطاعة؛ فإنّ الأصل في علاقة الزوجين التفاهم والتراحم، والتغاضي عن الهفوات، وحرص كل منهما على مصالح الآخر.
والله أعلم.