السؤال
ما حكم ترك الزوج لزوجته وابنهما الرضيع في البيت وحدهما ومبيته عند أمه، رغم أن والدته بصحة جيدة وزوجها معها؟ وما حكم رغبته في مبيت زوجته هناك عند أمه فترات طويلة جدا مع شعورها بالحرج وعدم الراحة، وقد أخبرته أنه ليس لديها مانع من المبيت هناك، ولكن لأيام قليلة كيوم أو يومين كل أسبوع، إلا أنه يريد المبيت لفترات أطول، وتوافقه على المبيت 5 أيام، وبعد رجوعها للمنزل يذهب ويبيت معها يوما آخر، وهذا سبب لها حالة نفسية سيئة وعدم شعور بالأمان؟ فكيف تتصرف دون أن تخسر زوجها؟ وهل يجوز بعد فطام ابنها أن يأخذه معه ويتركها وحدها؟ وهل يجوز لوالدة الزوج أن تأخذ الابن كما تريد وليس للزوجة الحق في أن تقول إنها بحاجة إلى أن يكون ابنها معها؟...... علما بأنها دائما تعاملهم مثل أهلها، وهذا بشهادتهم جميعا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا أولاً نشكرك على حرصك على حسن التعامل مع أصهارك، وهذا مما حث عليه الشرع الحكيم، والمرجو أن تكون ثمرته حصول الألفة والمودة بينهم، ولا حرج على زوجك في مبيته عند أمه وتركك وابنك في البيت بشرط أن تكونا في حال أمان ويغلب على الظن أن لا يصيبكما ضرر بمبيتكما وحدكما، وراجعي الفتوى: 215377.
ولا بأس بأن يبدي زوجك رغبته في مبيتك أياما عند أهله، ولكن لا حق له في إجبارك على ذلك، بل الأمر يرجع إليك، فالمرأة لا تجب عليها طاعة زوجها إلا في أمور النكاح وتوابعه، كما نص على ذلك الفقهاء.
قال ابن نجيم الحنفي في البحر الرائق: لأن المرأة لا يجب عليها طاعة الزوج في كل ما يأمر به، إنما ذلك فيما يرجع إلى النكاح وتوابعه خصوصاً إذا كان في أمره إضرار بها. اهـ.
وإن كان هذا الطفل رضيعا فلا يحق لزوجك أخذه معه؛ لأنه لا يستغني عنك غالبا، ولهذا ذكر بعض الفقهاء أن حضانة الرضيع تكون عند أمه ما دام محتاجا إليها، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 118375.
وإذا كان هذا في حق زوجك، فأمه أولى بالمنع من أخذه، بل لو لم يكن رضيعا لم يكن لأم زوجك أخذه معها بغير رضاكما، فحضانة الطفل حق للأبوين ما دامت الزوجية قائمة.
وفي الختام ننصح بأن يسود التفاهم في الأسرة المسلمة وإدارة حوار فيما قد يطرأ من أمور في إطار الاحترام المتبادل ومع مراعاة المصلحة، والحذر من كل ما يؤدي للشقاق، فقد يترتب على ذلك الطلاق وتشتت الأسرة.
والله أعلم.