السؤال
نسمع كثيرًا من النساء يقلن للحوامل أمورًا، مثل: "لا تأكلي كذا"، أو "لا تمنعي نفسك من أكل شيء تشتهينه؛ كيلا يصير ولدك كذا أو كذا"، أو الحامل تقول لزوجها: "إن لم تشتر لي كذا من أكل أو غيره، فصار ولدك كذا، فلا تلومنَّ إلا نفسك"، فما حكم مثل هذا القول؟ وما الحدود التي على المرء التزامها نية وعملًا بالنسبة لهذا الموضوع؟ بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم أصلًا شرعيًّا يفسّر ظاهرة وحم المرأة الحامل! غير أن الواقع المشاهد يشهد بحصولها، وتباين تأثيرها على النساء الحوامل، والعمل بالعادة في مثل هذه الأمور لا حرج فيه؛ اعتمادًا على الواقع المشاهد، وتجارب الناس، وما تناقلوه من خبرات؛ ولذلك ينص فقهاء الشافعية على أنه يجب على الزوج لزوجته الحامل ما جرت به العادة من الطعام الذي تطلبه بسبب وحمها، قال ابن قاسم العبادي في حاشيته على تحفة المحتاج: ينبغي أن يجب نحو القهوة إذا اعتيدت، ونحو ما تطلبه المرأة عندما يسمى بالوحم، من نحو ما يسمى بالملوحة، إذا اعتيدت ذلك، وأنه حيث وجبت الفاكهة، والقهوة، ونحو ما يطلب عند الوحم؛ يكون على وجه التمليك، فلو فوته؛ استقر لها، ولها المطالبة به. اهـ.
وجاء في إحدى «فتاوى دار الإفتاء المصرية» فتوى للشيخ عطية صقر عن وحم الحامل، قال في آخرها: والخلاصة: أن ظاهرة الوحم معروفة من قديم الزمان، والعلم يشهد لها.
ومن المعاشرة بالمعروف أن يهيئ الزوج لزوجته الحامل ما تميل إليه نفسها أثناء فترة الوحم؛ لأن له تأثيرًا على الجنين، وأن يهيئ لها الجو الذي يدخل على نفسها البهجة، وبخاصة أثناء الحمل والرضاعة. اهـ. وراجع للفائدة، هذه الاستشارة الطبية: (2214093) في موقعنا.
والله أعلم.