السؤال
أنا فتاة في 23 من العمر في صغري قام عمي رحمه الله بمعاشرتي عندما كنت في السنة الخامسة الابتدائية، ولم أخبر أحد بهذا، وكانت مرة واحدة وبعدها بثلاث سنوات قام أخي بفعل نفس الشيء معي واستمرت لأربع أو خمس مرات، ولم أخبر أحداً وللأسف لم أكن أعرف ما هية الشيء الذي يحدث معي في المرتين، ومن فترة لأخرى أقوم بمفردي بالإمتاع الجسدي لنفسي لعدم المقدرة على نسيانه وحاولت كثيراً أن أكف عنه أو أمنعه ولم أقدر، فماذا أفعل لأتخلص منه وما هو حكم الشرع علي وعلى أخي وعمي، وماذا أفعل لأكسب رضا الله ومسامحته عن ما حدث؟ وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الزنا جريمة نكراء وكبيرة من كبائر الذنوب وفاحشة من أقبح الفواحش، ولهذا كانت عقوبته في الإسلام جلد صاحبه مائة جلدة إذا كان بكراً وهو من لم يسبق له الدخول في نكاح صحيح، وذلك أمام الملأ أو رجمه بالحجارة حتى يموت إذا كان محصنا وهو ضد البكر المتقدم، قال الله تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ [النور:2]، وقال صلى الله عليه وسلم: والثيب بالثيب جلد مائة والرجم. رواه مسلم.
ويعظم قبح الزنا وتشتد عقوبته إذا كان بين المحارم لأن ذلك يتنافى مع الفطرة السوية والمروءة الإنسانية، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: من وقع على ذات محرم فاقتلوه. رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد والحاكم.
وعلى من وقع في شيء من هذه القاذورات أن يستر نفسه بستر الله تعالى ويبادر إلى التوبة النصوح، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وعليه أن يحافظ على الفرائض ويكثر من النوافل وأعمال الخير، فإن الله عز وجل يقول: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [هود:114]، ويقول تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا [الفرقان:68-69-70].
والواجب عليك الآن المبادرة للتوبة، والابتعاد عما حرم الله تعالى من ممارسة العادة السرية وغيرها، ومما يعينك على ذلك ا ستشعار عظمة الله تعالى وإطلاعه على أعمالك الحسنة والقبيحة، وأنك لا تدرين متى يأتيك الموت هل هو في اللحظة التي تعملين فيها الحسنات أو السيئات.
وعليك أن تشغلي نفسك بطاعة الله تعالى والأعمال التي تنفعك في دينك أو دنياك، ولا تستسلمي للأوهام والأفكار التي يوسوس بها الشيطان، وأن تعودي نفسك على الصبر على الطاعة وعن المعصية، وتقللي من تناول الطعام وتصومي ما استطعت فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الشباب بالزواج ومن لم يستطع ذلك أرشده إلى الصوم، وعليك بصحبة الخيرات الصالحات، ولا مانع من أن تطلب المرأة الزواج إذا وجدت الرجل الصالح ويكون ذلك بالتصريح أو التلويح، فإذا تابت الأخت التوبة النصوح والتزمت بهذه النصائح فإنها تتخلص من هذه المعصية وآثارها وسيبدل الله سيئاتها حسنات إن شاء الله تعالى.
وفيما يخص الأخ والعم فقد سبقت الإشارة إلى حكمهما ضمن الإجابة، وبالإمكان أن تطلعي على المزيد من الفائدة في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5524، 9195، 29514.
والله أعلم.