السؤال
أنا شاب ملتزم والحمد لله منذ ثلاث سنوات وكنت قد أقبلت على الزواج وطلبت من أخ لي ألتمس فيه الصلاح أن يبحث لي عن أخت ملتزمة تكون لي زوجة وكان ذلك عن طريق زوجته التي اتصلت بوالدة إحدى صديقاتها من الأخوات وأخبرتها أني أريد التقدم للزواج من ابنتها وذكرت لها من مواصفاتي عملي ( وهو مدرب في احد مراكز التدريب على الكمبيوتر ) وذكرت لها أيضا أني ملتزم والحمد لله وأحفظ الكثير من القرآن وأطلب العلم. والأم قالت لها سأسأل والدها وأقوم بالرد عليك وتأخر الرد لعدة أيام فعاودت زوجة صديقي الاتصال بوالدتها مرة أخرى فأخبرتها الوالدة أنها استخارت ولم يحدث لها ارتياح نفسي للأمر. وسؤالي هو هل يجوز رفض أمر معين بالاستخارة فقط قبل أن يراه الإنسان أو يعرف عنه الشيء الكافي . فهم حتى لم يجلسوا معي ولم مرة واحدة ولم أر الأخت أرجو توضيح الأمر لي وجزاكم الله خيرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الاستخارة في الأمور مطلوبة شرعاً لورود السنة الصحيحة بذلك، لكن من آداب الاستخارة أن يتبرأ العبد من حوله وقوته وعلمه واختياره ويفوض أمره إلى العليم الخبير، ويوطن نفسه على الرضا بما يختاره له ربه جل وعلا، وعلامة ذلك انشراح الصدر للأمر، قال النووي: وينبغي أن يفعل ما ينشرح له صدره فلا ينبغي أن يعتمد على انشراح كان له فيه هوى من قبل الاستخارة، بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأساً، وإلا فلا يكون مستخيراً لله، بل لهواه، وقد يكون غير صادق في طلب الخيرة وفي التبري من العلم والقدرة وإثباتهما لله تعالى، فإذا صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة ومن اختياره لنفسه. هـ
وعلى هذا فإن كان أهل الفتاة قاموا بالاستخارة على الوجه الصحيح وكان مؤداها عندهم عدم انشراح صدورهم لزواج ابنتهم منك فلهم ذلك، لكن ينبغي تكرار الاستخارة ومشاورة أهل الخير في هذا الأمر، خاصة أن الرجل المتقدم إلى بنتهم على خلق ودين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
والله أعلم.