السؤال
زوجتي امرأة مسلمة تلبس الحجاب ولكنها عند الخروج إلى الشرفة لا تغطي رأسها وإنما تخرج كاشفة عن رأسها سواء كان ذلك في الصباح أو المساء..... وتعلل ذلك بأن البيت القريب منا على بعد 15 متراً وأن الناس لا تنظر إلى أحد ولا يوجد أحد يجلس في الشرفات المقابلة لنا، أخبرتها بأن وجود أحد في الشرفات وارد ويمكن لأي إنسان في الشارع إذا نظر إلى أعلى يراها، ولكنها تصر على رأيها، ما العمل يرحمكم الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكرك على هذه الغيرة على محارم الله عز وجل، وننصحك بمداومة إرشاد زوجتك وبذل النصح لها والحيلولة بينها وبين معاصي الله تعالى لأن ذلك من مسؤوليتك التي أناط الشرع أمرها إليك، قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته.... الحديث. رواه البخاري، وليكن ذلك باللين والرفق والموعظة الحسنة وتبيين حكم الله تعالى حتى تقتنع وترجع عن هذا الذنب.
ولتعلم زوجتك هداها الله أن عليها أن تطيعك في ذلك لأن طاعتك في الأمور العادية التي لا تخالف الشرع من أوجب الواجبات عليها فكيف وأنت تأمرها بما هو واجب عليها أصلاً، وذلك لأن الله تعالى فرض الحجاب على كل مسلمة إذا كانت في مكان يمكن أن يراها فيه رجل أجنبي، ولا شك أن من كانت في الشرفة فهي مظنة لأن يراها المارة من الرجال كما هو معلوم.
والله أعلم.