الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب إخدام الزوجة المريضة

السؤال

عندي أخ كبير في السن عمره 86 سنة، وعنده زوجة مريضة بالسكري، والزهايمر، تحب الخروج وأكل الحلويات، ولا يوجد لديهما أطفال، فقاموا بتبني طفلة رضيعة، كبرت الآن، وتزوجت، وأخي عصبي لم يعد يتحمل زوجته، فذهب لبيت أخيه، وقال لابنته بالتبني خذي أمك عندك، فأخذتها مدة 7 أشهر، لكن زوجها الآن أحضرها لبيت أخي، وقال لأخي: أنت المسؤول عن زوجتك، ارجع لبيتك، وسنحضر لكما خادمة بدوام جزئي، لأنه مسافر خارج البلد، لكن أخي رفض، ونحن رفضنا. فهل يأثم أخي؟ وهل نطلق ابنته بالتبني لتعتني بأمها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على أخيك أن ينفق على زوجته بالمعروف، وألا يهجرها، وعليه أن يوفر لها خادمًا ما دامت مريضة تحتاج إلى الخدمة.

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: ...كما اتفقوا على أن الإخدام يجب على الزوج للزوجة المريضة، والمصابة بعاهة لا تستطيع معها خدمة نفسها، وإن كانت ممن لا يخدم مثلها؛ لأن مثل هذه لا تستغني عن الخدمة. انتهى.

وإذا ترك إخدامها وهجرها دون عذر؛ فهو آثم بلا ريب.

أما المرأة التي كان يكفلها؛ فلا تجب عليها خدمة زوجته أو رعايتها، ولا يجوز لها أن تعصي زوجها أو تضيع حقه من أجل هذه الرعاية.

وأمّا السعي في تطليقها من زوجها من أجل ذلك؛ فلا يجوز، وهو ظلم مبين، ومعصية كبيرة.

قال ابن تيمية -رحمه الله-: فَسَعْيُ الرَّجُلِ فِي التَّفْرِيقِ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَزَوْجِهَا مِن الذُّنُوبِ الشَّدِيدَةِ، وَهُوَ مِنْ فِعْلِ السَّحَرَةِ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ فِعْلِ الشَّيَاطِينِ. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني