الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من وسائل النهي عن تناول الحشيش

السؤال

أنا أقطن في بلد يُتاح فيه شراء الحشيش، وعندما يزورني أخي، يتعاطى بعضًا منه في منزلي. فهل عليَّ إثم؟ علمًا أنني نصحته مرارًا بالابتعاد عن هذه العادة السيئة، ومن الصعب عليَّ منعه بالقوة، نظرًا لفارق السن بيننا، ولِما قد يحصل من مشكلات وخلافات. فهل يجوز أن أُخبر أمي لتنصحه؟ مع العلم أن ذلك قد يُحزنها ويقلقها.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يهدي أخاك صراطه المستقيم، ويتوب عليه، ويرزقه الرشد والصواب.

ونوصيك بكثرة الدعاء له، فلعل دعوة صالحة منك يستجيبها الله، فتكونين سببًا لصلاحه، فادعي ولا تيأسي، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة: 186}.

واحرصي -أيضًا- على نصحه بالحكمة والموعظة الحسنة، وذكِّريه بالله وأليم عقابه، لا سيما وأن تعاطيه الحشيش كبيرة من كبائر الذنوب، ومن أسباب سخط علام الغيوب، وهو ضارٌّ بالدين والدنيا، فيخسر صاحبها مرتين، وراجعي الفتوى: 17651.

ويمكنك أن تستعيني بمن ترجين أن ينفعه نصحه، أمُّك أو غيرها، وإن خشيت على أمِّك ضررًا، فابحثي عن غيرها.

وإن كنتِ تقدرين على منعه من تناولها في بيتك من غير ضرر أكبر، فافعلي، وإن كنت تخشين أن يترتب على ذلك ضرر أكبر، فاكتفي بالبيان باللسان، واجتنبي الجلوس معه حال تناولها، وانظري للمزيد الفتويين: 212284، 177371.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني