الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخذ جهازا من الجامعة دون إذن واستعمله ثم رده بوضعه عند الباب

السؤال

في سنتي الأخيرة من الجامعة، كنتُ أتردد على غرفة خاصة بمشاريع الطلاب، تحتفظ الجامعة فيها بمشاريع التخرج بعد تخرّج الطلاب. وقد أخذتُ جهازًا لأستعمله لنفسي، لأن الغرفة كانت شبه مهملة. ثم علمتُ بعد سنوات أن هذا لا يجوز، وأنه يجب عليّ إرجاع الجهاز. ذهبتُ إلى الجامعة لإرجاعه، فوجدت باب الغرفة مغلقًا، فتحدّثت إلى أحد المدرسين عن الموضوع، فقال لي: "ضع الجهاز عند المسؤول عن الغرفة." وللأسف، لم يكن هذا الشخص موجودًا، فوضعت الجهاز عند باب غرفة المشاريع وتركته، لأنني لا أعلم إن كان سيحضر أم لا، ولأن الجامعة تقع في محافظة بعيدة عني. فهل عليَّ شيء؟!

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ارتكبت خطأ بأخذك لهذا الجهاز دون إذن ممن هو مخول بالإذن من المسؤولين، وكان الواجب عليك ردّ هذا الجهاز إلى المسؤول عنه، لا أن تضعه عند باب الغرفة.

وعليه؛ فلا تزال ذمتك عامرة بهذا الحق، حتى تعلم أن الجهاز قد استلمه الشخص، أو الجهة المعنية به، وإذا لم يحصل هذا، فعليك مراجعة الجهة بخصوصه، فإما أن تبذل لهم قيمة الجهاز، أو يحلوك من هذه التبعة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه، والترمذي، وقال: حديث حسن. انتهى.

وإذا شق عليك انكشاف أمرك، فإنه يسعك التورية في ذلك، فتقول: شخص أخذ جهازًا ثم رأى أنه لا يحل له، فقرر إرجاعه، وقد وضعه عند الباب، والمطلوب مني التحقق من وصوله إلى أصحابه، فهل أخذتموه؟

وإن كان المكان بعيدًا عنك، فيمكنك أن توكل شخصًا يتأكد من وصوله إلى أصحابه. وراجع للفائدة الفتويين: 462520، 474877.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني