الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المفاضلة بين شراء الكتب والتصدق لإطعام الجائعين

السؤال

يعطيني والدي راتبًا بسيطًا باعتباري طالبًا، ويعادل هذا الراتب تقريبًا رُبع دخل الموظف العادي في بلدنا. وعادةً ما أنفق معظم هذا المبلغ في شراء كتبٍ العلم الشرعي أو الفكر، بعضها ضمن برامج علمية منظّمة أشارك فيها، وأسير فيها بمنهجية محددة، وبعضها الآخر من قبيل القراءة الحرة.
وكنت أقول في نفسي: إن هذا بابٌ من أبواب نصرة الدين، ومن الطبيعي أن أبذل فيه. إلا أني، مؤخرًا، وخصوصًا مع ما يعانيه إخواننا المسلمون من تجويع، بدأت أشعر بقلق شديد من أن أكون منشغلاً بالمفضول عن الفاضل، وأخشى كثيرًا أن أكون مخذولًا بهذا الانشغال، وأن الأولى في هذه المرحلة هو التبرع والإنفاق، وتأجيل طلب الكتب أو التخفيف منه إلى الحد الأدنى، ولو مؤقتًا. فما توجيهكم؟ رحمنا الله وإياكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن إطعام الطعام للجائعين لا سيما المنكوبين من أعظم القربات وفعل الخيرات.

ففي سنن الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيما مؤمن أطعم مؤمنًا على جوع، أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمنًا على ظمأٍ، سقاه الله من الرحيق المختوم.

وفي حديث عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيله، وحج مبرور، وأهون من ذلك: إطعام الطعام، ولين الكلام. أخرجه الإمام أحمد.

وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو أن رجلاً قال: يا رسول الله! أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف.

وفي ضوء ذلك؛ ننصحك بتأخير شراء كتب الفقه والفكر التي ليست ضرورية الآن، فتنفق في سبيل إطعام وإغاثة إخوانك الجائعين، نسأل الله تعالى أن يجعل لهم فرجًا ومخرجًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني