السؤال
اشتركتُ مع بعض الأصدقاء في مسابقة، وتعاهدنا معًا أمام الله سبحانه وتعالى أنه إذا فزنا بالجائزة الأولى (والتي تقدر تقريبًا بـ7000 ريال سعودي)، فسنتبرع بمبلغ 2000 ريال منها. والحمد لله، قد فزنا بالجائزة، ونحن الآن في حيرة من أمرنا بشأن أفضل وسيلة للتبرع. لدينا عدة أفكار للتبرع، ونود الاستفسار عن الأفضل منها، وهي:
- بناء بئر ماء في إحدى المناطق الأفريقية المسلمة.
- بسبب اقتراب عيد الأضحى، التفكير في الأضحية.
- كفالة يتيم من أطفال فلسطين لمدة عشرة أشهر.
فما هو الأفضل من بين هذه الأعمال من حيث الأجر والفائدة العامة؟ وما هو المستحب من ناحية الدين في مثل هذه الحالة؟
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يبارك فيكم، وأن يتقبل منكم، وأن يجعل ذلك في موازين حسناتكم.
وأمّا بالنسبة لأفضل وسيلة للتبرع بما تعاهدتم على إخراجه في سبيل الله، فكل ما ذكرتم من القربات العظيمة التي يرجى بها الأجر الكبير والثواب الجزيل، ولكل منها فضلها وأثرها، وللفائدة عن فضلها تراجع الفتاوى: 491179، 70715، 279214.
والقاعدة أن الصدقة تكون أفضل كلما كان الانتفاع بها أكبر، وكلما كانت الحاجة إليها أشد، قال ابن الجوزي في مثير الغرام الساكن إلى أشرف المساكن: اعلم أن أفضل الصدقة ما وافقت فاقة محتاج، وفعل الخير في تلك الطريق أفضل من فعله في غيرها. اهـ.
والذي يظهر: أن كفالة يتيم من أهل غزة فقد أهله، ولا يجد من يكفله ويرعاه، ويخشى عليه الضياع أولى في هذا الوقت، فحاجتهم الآن أشد من كل وجه.
قال الإمام النووي في المجموع: (وأوقات الحاجة) لقوله تعالى: {أو إطعام في يوم ذي مسغبة} [البلد: 14] الآية، وروى أبو سعيد مرفوعًا قال: «من أطعم مؤمنا جائعًا، أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمنًا على ظمأ، سقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة»، ويبدأ بمن هو أشد حاجة. اهـ. وراجع للفائدة الفتوى: 101294.
والله أعلم.