السؤال
بسم الله الرحمن الرحيموالشَّمْسِ وَضُحَاهَا {1} وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا {2} وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا {3} وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا {4}.لقد لاحظت أن معظم التفاسير المتوفرة لا تفسر الأربع آيات السابقة إلا تفسيرا مباشرا وهو تعاقب الليل والنهار..بينما الآية وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا {2}.. توضح ثبات مكان الشمس بينما يمر القمر أمامها وهذا تفسير يدل على آية كسوف الشمس وليس تعاقب الليل والنهار, وتفسير الآية الثالثة وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا {3} فهي تدل على السراب والسراب معروف يحدث إذا اشتدت حرارة الشمس على سطح الأرض, وفي الآية الرابعة وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا {4} فهي تدل على خسوف القمر وهذه الآيات من آيات الله العظيمة وهذا التفسير هو الأقرب للواقع من وجهة نظري والله أعلم, أفتوني؟ جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العدول عن تفسير علماء التفسير القدامى لا مبرر له إلا بوجود ما يدل على أرجحية خلافه، وذلك لا يكون إلا بنص وهو غير موجود فيما تذكره أو بدلالة اللغة أو الواقع عليه، وهو غير موجود فيما ذكرت.
أما من ناحية دلالة اللغة، فإن كلمة تلا معناها تبع، كما قال صاحب مختار الصحاح وصاحب اللسان، وتبع تدل على أن هناك تابعاً ومتبوعاً، والمتبوع يمشي والتابع يتبعه، وعليه فلا دلالة في تلاها على ثبات مكان الشمس، وكلمة جلى معناها أظهر والضمير هنا مؤنث وهو راجع على الشمس لا على السراب، وأما من ناحية الواقع فإن السراب لا يظهر في بعض الأحيان كالأوقات الباردة ولا في البلاد الباردة أحياناً، فالأولى أن يعني بالآية ظهور الشمس لأنه الواقع كل يوم ولا يعني به السراب إذ لم يسبق ما يدل عليه.
ثم إنه كان الأولى بنا جميعاً أن نعتني بالحقيقة الكبرى التي أقسم عليها القرآن في هذه السورة أحد عشر قسما وهي فلاح من زكى نفسه وخيبة من دساها، فعلينا أن نهتم بتزكية نفوسنا بالوحي المنزل من عند الله، وأن لا نتكلف في حمل القرآن على ما لا يوجد ما يدل عليه، وراجع الفتوى رقم: 43698 في الكلام على تفسير القرآن بالنظريات العلمية إذا افترضنا ثبوت حقيقة علمية ما، ويمكنك أن تستشير بعض المهتمين بالإعجاز العلمي في القرآن.
والله أعلم.