السؤال
لقد أرسلت لكم من قبل عن سورة الفاتحة وقمتم بالرد جزاكم الله خيراً، ولكني أتساءل عن حالتي خاصة ولم أجدها إذا نطقت حرف الدال في الفاتحة وظهر للسامع حرف تاء "لا أقف إماماً لغيري" فما الحكم، وأحياناً أنطقها دالاً صحيحة، خاصة أني أظل أعيد وأكرر الآيات وكثيراً ما يفوتني الركوع مع الإمام فأركع ويكون هو ساجدا ثم ألحقه في السجود فأقوم بعد الصلاة بإعادتها وحدي وأظل أكرر أيضاً وأنا وحدي مما يسبب لي إرهاقاً شديداً، فما الحكم إذا كنت في جماعة أو منفرداً لوحدي وإذا كانت هذه وسوسة فما الحكم إلى أن أتخلص منها إن شاء الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كنت تنطق بحرف الدال نطقا صحيحاً فلا يضرك أن يكون السامع قد سمعه على أنه حرف التاء، وأما إذا كنت فعلا تنطق به أحيانا تاء فإنه ينبغي لك أن تسعى إلى نطقه في قراءة الفاتحة في الصلاة دالا إن أمكن ذلك، وإلا فلا حرج عليك، وإن كنت تقدر ولكن ببطء فيلزمك ذلك إذا صليت منفرداً، وأما إذا صليت مأموماً فلا تتأخر لقراءتها بل تابع الإمام لأن الفاتحة لا تلزم المأموم عند الحنفية والمالكية، فقد ذهبوا إلى عدم وجوب قراءتها على المأموم، ومذهبهم هو الأرفق بك وبأمثالك، فلا حرج عليك في الأخذ به ما دمت لا تقدر على نطقه دالا إلا بمحاولة بحيث لا يمكنك متابعة الإمام. وهذا كله إذا كان يعسر عليك النطق به فعلا.
أما إذا كان ذلك نتيجة وسواس، فلا تلفت إلى الوسواس، واعتبر نفسك نطقته نطقاً صحيحاً من أول مرة، ويمكنك معرفة صحة النطق بالحرف المذكور بأن تعرض قراءتك على شخص يعرف مخارج الحروف وصفاتها، فإن قال لك نطقك بالحرف صحيح، فاعلم أن ما تشعر به وسواس فلا تلتفت إليه، وإن قال لك عندك خلل في نطقه فحاول إصلاحه على يد هذا الشخص أو غيره إن أمكن، وإلا فلا شيء عليك لأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، إلا أنه لا يصح أن يقتدي بك من هو أحسن منك قراءة، ويصح أن يقتدي بك من هو مثلك أو دونك.
والله أعلم.