السؤال
أنا دائمة الخلاف مع زوجي لمجرد أنه لا يجد وقت للحديث معي حتى في أمور حياتنا مع أنني لفت انتباهه أكثر من مرة أن مثل هذا التجاهل يضايقنى وهو يبررأنه لا يوجد وقت نظرا لكثرة أشغاله ، علما بأن أشغاله فعلا تسيطر على الجزء الأكبر من تفكيره فيثور على مع أنه يجلس بالساعات أمام الكمبيوتر أو مشاهدة التلفاز مع العلم أني أريحه ألبي جميع طلباته من أكل وشرب الخ فكل ما يضايقني هو أننى أحاول أن أحاوره كثيرا وأطلب منه أن نتحدث وأبدأ أنا الحوار فغالبا ما يكون الرد اه هيه وبعض الكلمات التي سرعان ما تنهي الحوار، أنا متزوجة منذ خمس سنوات ولي ولد وبنت فهل معناه أني لا أعرف كيفية معاملته أم أن رتم الحياة ووجود أكثر من وسيلة للتسلية أدت إلى هذا، أليس الدين يدعو إلى الحوار و التفاهم بين الزوجين كلما لفت نظره يقول إنني فاضية ولا أقدر شغله هل أنا مخطئة أرجو الرد سريعا فهدا تتوقف عليه حياتي معه ولكم جزيل الشكر و جزاكم الله خيرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمهما كان الزوج مشغولا بعمل ديني أو دنيوي فلا يجوز أن يشغله ذلك العمل عن معاشرة زوجته بالمعروف، ومن العشرة بالمعروف الكلام معها والاستماع إليها وتجاذب أطراف الحديث معها.
فقد كان صلى الله عليه وسلم وفيه أسوة حسنة يتحدث إلى زوجاته ويستمع لحديثهن، وفي حديث أم زرع خير شاهد على ما نقول، فقد استمع صلى الله عليه وسلم لعائشة وهي تحكي له عن إحدى عشرة امرأة تعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا، فذكرت له ما قالته كل امرأة من أولئك النسوة، وهو يستمع إليها ثم قال لها عند ما فرغت من كلامها: كنت لك كأبي زرع لأم زرع. ولا ينازع أي زوج من أنه صلى الله عليه وسلم كان أكثر انشغالا، كيف لا وهو يتحمل أعباء رسالة، ويقود أمة بأكملها، ومع ذلك لم تشغله هذه الأعباء وهذه المسؤوليات عن الحديث مع زوجاته، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم هو القائل: صدق سلمان، صدق سلمان. عند ما بلغه ما قال سلمان لأبي الدرداء رضي الله عنهما: إن لربك عليك حقا، وإن لنفسك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه. رواه البخاري
ولا شك أن الوسائل الحديثة للترفيه والتسلية من تلفاز وحاسوب وغيرهما قد نتج عنها كثير من المشاكل الزوجية، حيث اتخذت كثير من الأسر ما يعرض في هذه الوسائل بديلا عن اللقاء الأسري والحديث العائلي وهذه من سلبيات هذه الوسائل.
وننصح الزوجة بأن تكون ذكية وظريفة في اختيار موضوع الحوار فتختار الموضوع الذي يعجب زوجها الحديث فيه كالحديث مثلا عن عمله وعن نجاحه فيه، وعن ذكريات طفولته وعن أيام جميلة ومواقف طريفة مرت به في حياته، فهذه أمور يحبها الإنسان وتنهض همته في الحديث عنها، وتجعل الأخت من ذلك مدخلا للحديث في الأمور الأخرى، وينبغي لها أن تستعين بالصبر على تجاوز هذه المشكلة، ولا تجعل من هذه المسألة البسيطة أمرا يتوقف عليه حياتها الزوجية كما ذكرت.
ونرشدها إلى شغل وقتها بما يفيدها من أذكار وأدعية وقراءة قرآن.
والله أعلم.