السؤال
أعمل بشركة وحدث خلاف بيني وبين صاحب العمل طلبت منه نقلي إلى وظيفة أخرى وقام بنقلي إلى الوظيفة التي أرغب بها ولكنه قام بمحاربتي لمدة تزيد عن ثمانية أشهر وأنا أصبر وأحتسب وأجتهد في عملي ولكني أبحث عن عمل في مكان آخر ولم أجده حتى الآن.مؤخرا قام بسحب بعض الأعمال التي كنت أقوم بها وتحدثت إليه وطلبت منه أن يوكل إلي أعمالا في المكان الذي أعمل به ولكنه يرفض ويماطل حتى أنه قام بنزع سخان الماء من القسم الذي أعمل به حتي يضطرني للوضوء بالماء البارد في الشتاء. أقوم الآن بعمل دراسات عليا وأستغل وقت الفراغ أثناء فترة العمل الذي لا أجد شيئا أعمله فيه في المذاكرة فهل هذا جائز أم أن المال الذي أحصل عليه حرام؟و ما هو التصرف الذي يرضي الله مع صاحب العمل علماً بأنني كلما أتحدث معه يصب علي كم هائل من الغضب و الاستهزاء ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرت أن صاحب العمل الذي تعمل فيه قد قام به من محاربتك لمدة تزيد عن ثمانية أشهر ، وما ذكرت من رفضه أن يوكل إليك الأعمال في المكان الذي تعمل فيه ، وما قام به من نزع سخان الماء من القسم الذي تعمل به مما اضطرك إلى الوضوء بالماء البارد في الشتاء ، وما قلته من أنك كلما تتحدث معه يصب عليك كما هائلا من الغضب ، كلها أمور تنافي الأخلاق الحسنة التي ينبغي أن تكون قائمة بين رب العمل وبين عماله .
لكن ينبغي أن تعلم أن وقت الدوام الرسمي الذي حدده معك ابتداء وانتهاء ، وتعاقدت عليه معه ، لا يجوز لك صرف شيء منه لغير ما هو مشروط له ، إلا بإذن منه ما دام عندك عمل له يمكن أن تؤديه في هذا الوقت ، لما في ذلك من الإخلال بالشرط المتعاقد عليه ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:المسلمون على شروطهم . رواه أبو داود وصححه السيوطي ، وقد ذكره البخاري تعليقا بلفظ : المسلمون عند شروطهم . فهذا الوقت قد ملكته جهة العمل بالعقد ، فليس للموظف أن يصرفه في أي شيء خارج عن عمله الذي أسند إليه، وعهد إليه القيام به فيه .
وعليه فما قلت إنك تستغله في المذاكرة من وقت الفراغ أثناء فترة العمل إذا كان فيه إخلال بما أنت متعاقد عليه مع رب العمل ، لا نرى أنه يباح لك إلا أن تستأذنه فيه ، وإن لم يكن فيه إخلال بالعقد فلا حرج عليك فيه .
والله أعلم .