السؤال
بسم الله والصلاة على رسول الله
سؤالي هو: امرأة نذرت أن تسبح لله كل يوم أربعة آلاف تسبيحة وذلك لأن ابنها عندما ولد ظل في المستشفى بضعة أيام واليوم كبر وعمره 3 سنوات تقريبا، ولأجل ضيق الوقت وانشغال الأم بتربية الأطفال وتنظيف البيت والطبيخ وإلى آخره لا تجد الوقت الكافي لتسبح كل التسابيح التي نذرت أن تسبحها، في بعض الأوقات تجد الوقت وتسبحها كلها، ولكن معظم الأوقات تسبح بعضها، فهل عليها إثم، وماذا تفعل في حال لم تسبحها كما نذرت، ولأن ضميرها يعذبها لأنها لم تف بوعدها وهي حائرة ماذا تفعل ؟ وكيف تكفر عن هذا النذر أو شيء أسهل يعفيها من ذلك النذر؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننبه أولا إلى أن الإقدام على النذر مكروه كما تقدم فى الفتوى رقم: 56564 ، ومن نذر طاعة لله تعالى وجب عليه الوفاء بها لقوله صلى الله عليه وسلم : من نذرأن يطيع الله فليطعه ومن نذرأن يعصيه فلا يعصه . رواه البخاري فى صحيحه.
وما دمت قد نذرت التسبيح المذكور فيجب عليك الوفاء به ولا يجوز التفريط في القيام به ، فإن تركت التسبيح أو بعضه في بعض الأيام عجزا أونسيانا فلا إثم عليك لقوله صلى الله عليه وسلم : إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه . رواه ابن ماجه في سننه، وقال الشيخ الألباني : صحيح
لكن يجب عليك قضاء ما تركته من تسبيح في تلك الأيام التي لم تقومي به فيها سواء كان المتروك الجميع أو البعض .
والغالب أن هذا النذر يمكن الوفاء به ولو عن طريق الإتيان بهذا التسبيح موزعا على عدة أوقات فى اليوم الواحد ، لكن إن تحققت من العجز عن الوفاء بالنذر المذكورعجزا مستمرا لا يرجى زواله فيكفيك حينئذ إخراج كفارة يمين، وراجعي الفتوى رقم:24077 ، والفتوى رقم: 19796 ، وكفارة اليمين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أوعتق رقبة مؤمنة ، وعند العجز عن كل واحد من الثلاثة تصومين ثلاثة أيام .
والله أعلم .