السؤال
احترت في أمر زوجتي، فهي صعبة المزاج، وعصبية، وأحيانًا تطيل لسانها عليّ، وأنا أحاول ردعها، وأحاول عدم إيذائها، ونصيحتها، وتعتذر لي، وتكف عن الخطأ أيامًا، لكنها تعاود طباعها.
ومن جديد بدأت تتهمني بأني لا أكرمها بأشياء، كالألماس، والساعات الثمينة، لكني يعلم الله لا أبخل عليها بشيء، بشهادة من حولنا، إلا بأشياء مبالغ فيها، ونحن في حاجة لأشياء أهم منها في حياتنا ومستقبلنا، فماذا أفعل مع هذه الطباع الصعبة، والطلبات المبالغ فيها؟ وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أنه لا يوجد إنسان يسلم من بعض النقائص، والهفوات، وأحسن الناس من عدت عيوبه، ولله در القائل:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ... كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
ولعلك إن كرهت من زوجتك خلقًا، سرك منها خلق آخر، كما قال الله جل وعلا: فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}، وقال صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا، رضي منها آخر. رواه مسلم.
فينبغي لك الصبر عليها، والدعاء لها بالهداية، والصلاح، ونصحها بتقوى الله عز وجل، وبيان ما للزوج عليها من الحق. وانظر الفتوى: 29173، والفتوى: 32049.
ونقول للزوجة: احذري من عصيان الزوج، واعرفي حقه عليك، واحذري كل الحذر من الصفتين اللتين هما سبب في دخول كثير من النساء النار: كفران العشير، وكثرة اللعن، ففي الحديث عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى، أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء، فقال: يا معشر النساء، تصدقن، فإني أريتكن أكثر أهل النار. فقلن: وبم -يا رسول الله-؟ قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير. رواه البخاري، ومسلم.
وينبغي لك النظر إلى من هو دونك، وعدم النظر إلى من هو فوقك، وشكر الله عز وجل على ما أنعم به عليك، وفي الحديث: انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله. رواه مسلم.
والله أعلم.