الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استقبال صاحب محل إنترنت للهاربين من المدرسة

السؤال

أنا أعمل في مركز كمبيوتر لخدمات الأنترنت، وكل يوم في الصباح أجد من يرتادون على المكان هم طلبة من المدارس بمختلف أعمارهم يأتون لي بعد ميعاد دخول مدارسهم بزيهم المدرسي وكتبهم (فهم بذلك هاربون من المدرسة) فهل هناك ذنب علي إذا ما سمحت لهم بالجلوس في المركز واستخدام الأنترنت أو الألعاب مع علمي بأنهم هاربون من مدارسهم؟ ومع العلم أيضا أن هؤلاء الطلبة يترددون علي باستمرار كل يوم بعد دخول المدرسة بساعة مثلا أو أقل، مع العلم أيضا أن هناك أحد الطلبة منهم وهو طفل صغير لا يتعدى التسع سنوات رأيته بعيني يمد يده للآخرين بحجة أن أبواه لا يعطيانه مصروفا ثم يأتي لكي يلعب بهذه الأموال التي يقوم بالتسول من أجل أن يأتي ليلعب بها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاستقبال طلبة المدارس الهاربين من المدرسة، والسماح لهم بالجلوس في المركز واستخدام الأنترنت أو الألعاب، فيه عدة محاذير شرعية.

1. أنهم إذا كانوا بالغين فالدراسة في حقهم إما أن تكون واجبة إذا كانت تشتمل على تعلم ما تجب معرفته، وإما أن تكون واجبة لكون آبائهم قد أوجبوها عليهم، ومعلوم أن طاعة الوالد واجبة في المعروف. والقاعدة الفقهية تقول: كل مباح تُوُسل به إلى ترك واجب أو فعل محرم، فهو محرم.

2. أن المال الذي سيشاركون به في هذه الألعاب ليس ملكا لهم، بل هو لآبائهم ولم يعطوه ليصرف في الهروب عن الدراسة.

3. أن ما ذكرته من أمر ذلك الطالب الصغير الذي يمد يده للآخرين بحجة أن أبويه لا يعطيانه مصروفا ثم يأتي لكي يلعب بهذه الأموال... أقول: يعتبر توفير خدمة الأنترنت له وسيلة لعونه على الإثم؛ لأن مد اليد للناس واستجداءهم لا يجوز إلا لواحد من ثلاثة بيناهم من قبلُ، ولك أن تراجع لمعرفتهم فتوانا رقم: 17909.

وهذا كله على تقدير أن الأولاد لا يدخلون إلا على المواقع المشروعة في الأنترنت، وإلا كان مجرد الدخول على غير المشروعة موجبا للتحريم.

وبناء على جميع ما ذكر، فليس من الجائز لك أن تسمح لأولئك الأولاد بالدخول واللعب في أوقات الدراسة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني