الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توضيح حول المشاركة في تنظيم سباق السيارات الصحراوية

السؤال

لقد سبق أن سألتكم عن العمل في مجال تنظيم السباقات الصحراوية وتقديم الخدمات لها... يمر في بلادنا سباق صحراوي عالمي... وأعمل وكيلا رسميا لهذا السباق في بلادنا... وتنظم هذا السباق شركة فرنسية ويشترك فيه متسابقون أجانب... وقد بدأت القوانين الجديدة بمنع استخدام شركات الخمور والسجائر من الدعاية في مثل هذه السباقات... كما أعمل أنا شخصياً على العمل على تقليل الأذي المتوقع من مرور هذا السباق بفرض لوائح مثل عدم إحضار الخمور والعمل على سترة النساء واحترام ديننا وعادادتنا... وقد سبق لكم أن افتيتموني (فتوى رقم 80497) بأن العمل في هذا المجال ليس بالكسب الحلال لما في ذلك من دعاية لشركات الخمور والسجائر ومخاطرة بالمال والأرواح... ولكن هل يمكن أن يكون عملي في ذلك من إماطة الاذى عن بلادنا عندما أبذل الجهد للتقليل من الأذى المتوقع من مرور هذا السباق... كما أن للسباقات تأثيرا مباشرا على تقدم صناعة السيارات... أو هل تنصحوني بأن أترك هذا المجال؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنص السؤال الذي وجهته إلينا في رسالتك السابقة هو (ما حكم العمل في مجال تنظيم سباقات السيارات الصحراوية؟) والذي يتبادر من هذا السؤال هو أنك تسأل عن حكم العمل مع الشركات التي تنظم مثل تلك السباقات، ولا شك أن من يعمل عند شركة معينة سيكون حتماً مقيداً بالأهداف والغايات التي تريد تلك الشركات الوصول إليها، لا أن يكون منفراً ومبعداً منها، فلذا أجبناك بما أجبناك به في الفتوى التي أشرت إلى رقمها.

وأما إن كنت تسأل عن حكم العمل في مجال خارج عن إدارة تلك الشركات، والغاية منه هي التقليل من الأذى والمنكرات التي تترتب -حتماً- على تلك السباقات، أو أنه -على الأقل- لا يقدم أية خدمة يمكن أن يترتب عليها أمر محرم أو ترويج لأمر محرم، مع إمكان التقليل من الأذى والمخاطر المتوقعة من مرور هذا السباق، فلا شك أن العمل -حينئذ- سيكون مباحاً إن لم يكن واجباً أو مستحباً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني