الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخادمة أجنبية لا تمس ولا يختلى بها

السؤال

لدي مشكلة أسأل الله تعالى أن أجد الإجابة الشافية لدى فضيلتكم...
زوجي رجل كبير تجاوز الـ65 عاماً... وهو مريض بمرض السكر مما كان له أثر كبير في حياتنا الزوجية...وأنا لا أشكو من هذا ولله الحمد وليست هذه مشكلتي، أنا راضية بما قسمه الله ولله الحمد. نحن قد مضى على زواجنا 30 عاماً تقريباً وكنت له مخلصة متفانية في خدمته ويعلم الله أني لا أزكي نفسي ولكن المشكلة هي أني اكتشفت مؤخراً عن طريق الصدفة أنه يراود إحدى الخادمات في بيتي عن نفسها ويقول لها (أنتِ جميلة، سأضعكِ فوق رأسي، أعطيني قبلة وسأعطيكِ 500 ريال) فتمنعت الخادمة وهربت ...والخادمة ليست جميلة بل متواضعة الجمال ولكنها أصغر مني سناً...ودخلت عليه الغرفة في أحد الأيام ووجدت خادمة أخرى لديه تدلك فخذيه فغضبت كثيراً وقلت له أنا موجودة لماذا لم تطلب مني أن أدلك لك فخذيك؟ وطول عمري وأنا أدلك له ولم أتذمر ولم أشك ويعلم الله أني احتسب الأجر عند رب العالمين، رد علي أنا لم أفعل حراماً، فهي تدلكني من فوق السروال، لماذا تحرمين هل رأيتني أزني بها؟! (ولم يقل هذا اللفظ، بل أنا هذبته قدر المستطاع لأني لم أجد لفظاً شنيعاً كهذا).
استدعيت الخادمة التي طلب منها القبلة وسألتها عما حصل فلم تنكره...وقلت لها أنا لا أرضى بالحرام، ولم تخالفني الرأي..فاتفقت معها على أن تعود لبلادها في أقرب فرصة، وبعذر سوء حالتها النفسية واشتياقها لأهلها دون أن يعلم زوجي بمعرفتي بموضوع طلبه للقبلة...
الخادمة الأخرى التي وجدتها تدلك فخذيه لم تنكر ما رأيت بعيني وفسرت ما فعلت بأنها اعتبرته في سن أبيها وأنه كبير في السن على الرغم من أنه ليس بالكبير العاجز بل يعيش حياته بشكل طبيعي (مثل أي إنسان) فقلت لها إن هذا حرام وحذرتها من أن تطيعه مرة أخرى...
المشكلة أني لا أستطيع أن أطرد كل خادمة يضع عينه عليها!! ولا أستطيع أن أمنع الخادمة من دخول غرفته لأنه يطلب منها أن تدخل رغماً عني وبغير رضاي، ولا أستطيع أن آمره أو حتى أكلمه بالحسنى لأنه لا يحب حتى أن يسمع مني كلمة، فلو تكلمت يهددني بترك المنزل والأولاد...
المصيبة أنه يقول في المجالس إن الخادمات هن من قصدهن الله في القرآن بلفظ (وما ملكت أيمانكم)...لذا هن في نظره ملك اليمين، وأنا أعلم يقيناً أنهن ليس كذلك.
هل يجوز أن يفعل هذا يا فضيلة الشيخ؟! وما الحل لهذه المصيبة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز له لمس الخادمة، ولا الخلوة بها، وهي أجنبية عنه، وليست من ملك يمينه، ولاهي المذكورة في الآية إنما هي مستأجرة لديه ولا يملكها، وهي حرة لا تملك. فعليه أن يتقي الله تعالى في قوله وفعله، ويعلم أنه مسؤول بين يدي الله عن أقواله وأفعاله، وقد قال تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا {الإسراء:36}. وانظري الفتوى رقم: 136456. وينبغي أن تبيني له ذلك وتطلعيه على هذه الفتوى وما أحيل إليه خلالها من فتوى؛ ليصحح خطأه إن كان واهما، أو يعلم أنه على خطر كبير ووزر عظيم إن كان مكابرا ولعله يرتدع. وإذا استطعت الاستغناء عن الخادمات والتفرغ لشؤون بيتك ورعاية زوجك فذلك أولى وأدرأ لشرهن، وقطعا للذريعة بينهن وبين زوجك.

وأما هو فننصحك بالصبر عليه وحسن التبعل له، ومناصحته بالحكمة والموعظة الحسنة، وتلبية رغباته سيما في الفراش. نسأل الله أن يهدي قلبه، ويرده إليه ردا جميلا، إنه سميع مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني