السؤال
أجبرني شخص على الحلف على القرآن أن لا أخبر أحدا بموضوع ما يخصه هو وشخص آخر وأنا ما زلت عند يميني ولكن انتشر الخبر بين الناس عن طريق أناس آخرين، وأنا أوحي للجميع بعدم معرفتي بالموضوع (وكأنني أستغرب حدوثه)، مع العلم بأن معظم الناس متأكدين من علمي بهذا الموضوع مما سبب كراهية لي لا ذنب لي بها (خاصة الشخص الآخر مع أنه يعلم باحتمالية حدوث الموضوع أصلا، ولكن موقفه تجاهي هو أنني لماذا لم أبلغه عند حدوث الموضوع مع أن الموضوع أصلا لا علاقة لي به من الأساس، ولكني كنت مؤتمنة عليه وعلى تسهيل بعض الأمور للشخص الأول وهي أمور حلال شرعا)، والبعض الآخر يتهمني بالكذب بأنني لا أعلم شيئا مع أنني الوحيدة التي كنت أعلم، فماذا أفعل لتبرئة نفسي ولإيضاح أنني لا يمكنني التحدث بالموضوع أمام أحد بسبب اليمين؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لمن اؤتمن على سر أن يفشيه، فإن أفشاه فهو خائن للأمانة، ففي سنن أبي داود عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة. وقال الحسن البصري: إن من الخيانة أن تحدث بسر أخيك. وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال:27}، لا سيما إذا كان المؤتمن قد أكد الأمانة بالحلف عليها بكتاب الله تعالى، ولو قدر أنه خالف فعليه كفارة يمين.
والظاهر من سؤالك أنك قد التزمت بحفظ السر ولكنه انتشر من غيرك، فإن ثبت هذا الأمر وأقر به صاحبه فلا حرج عليك في الإخبار به الآن لأنه لم يعد إفشاء للسر ولا تلزمك كفارة، والطريق الصحيح لدفع ما يشاع عنك بأنك تكذبين هو أن تبيني أن هذا الأمر كان سراً ائتمنك عليه صاحبه، وأن الوفاء بذلك وعدم الإخبار لا يعد كذباً ولا تهمة؛ بل يعد مدحاً وشرفاً، ولا مكان لغضب هؤلاء الناس ولا ترويجاتهم المبنية على الهوى وعدم مراعاة حكم الشرع.
والله أعلم.