الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاحتفاظ بالحقوق ووضع الاسم هل يتنافى مع الإخلاص

السؤال

أنا أمتلك موقعا إسلاميا وأقوم بتسجيل المواد المرئية والصوتية وأقوم بوضعها في الموقع الخاص بي . وأيضا أعمل شيئا آخر وهو أقوم بتصميم المواقع ووجهات المواقع وغيرها كل هذا أفعلة لوجه الله .
فبالنسبة للجزء الأول من السؤال وهو تسجيل المواد الصوتية والمرئية وأضعها في موقعي
السؤال :
هل لو وضعت حقوق الموقع على كل مادة صوتية أو مرئية يعنى أضع عنوان الموقع واسم الموقع
هل هذا حرام أو لم آخذ الثواب على هذا العمل إن وضعت الحقوق .
----------------------------------
أما الجزء الثاني من السؤال وهو أقوم بتصميم المواقع ووجهات المواقع وغيرها مساعدة لوجه الله .
السؤال :
هل لو وضعت حقوقا أيضا على هذه الإعمال التي أعملها لصاحبها لوجه الله يعنى مثلا أكتب أسمى أو عنوان موقعي مثلا .
هل هذا حرام أو سوف يحرمني من ثواب هذا العمل إذا وضعت الحقوق .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا بأس أن تحتفظ بحقوق هذه المواد السمعية والمرئية، سواء احتفظت بها لنفسك أو للموقع، ولا بأس أيضا أن تكتب اسمك أو اسم موقعك أو عنوانه على تصاميم المواقع ووجهاتها، وذلك لأن الغاية من الاحتفاظ بهذه الحقوق هو منع النسخ للاستعمال التجاري دون الاستعمال الشخصي، والاحتفاظ بنسبة هذه المواد إليك للحيلولة دون انتحالها، وهذا أمر جائز لا حرج فيه، ولك ثواب على ذلك بقدر نيتك، وراجع الفتوى رقم: 9797.

لكن إذا لم تحتفظ بشيء من هذه الحقوق ووهبتها لجميع المسلمين، ينتفعون بها سواء للاستعمال التجاري أو الشخصي ولم تكتب اسمك عليها كان أعظم لأجرك وثوابك وأبعد عن الرياء والشهرة وأقرب إلى الإخلاص، روى أبو نعيم في الحلية عن الربيع بن سليمان يقول: دخلت على الشافعي وهو عليل فسأل عن أصحابنا وقال: يا بني! لوددت أن الخلق كلهم تعلموا - يريد كتبه - ولا ينسب إلي منه شيء.

وروى عن حرملة، قال: سمعت الشافعي يقول: وددت أن كل علم أعلمه يعلمه الناس أوجر عليه ولا يحمدوني.

وإنما تمنى الشافعي -رحمه الله - ذلك لأنه أقرب إلى الإخلاص وأبعد عن الشهرة، لكن لم يتحقق له ذلك لأنه لا بد في العلم من نسبة القول لقائله، حتى تحصل الثقة بالمنقول ويقبله الناس وتمكن مراجعة قائله إذا أخطأ، وهذا بخلاف هذه المواد السمعية والمرئية والتصاميم التي لا يضر الجهل بجامعها أو مصممها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني