الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اعتماد مدير المصنع المعاملات الربوية وممارسته لها

السؤال

سبق وأن أفتيتموني سابقا بشأن الربا, فتركت كل وظيفة أستفتيكم بها طبقا لما أشرتم علي بترك العمل للوقوع في الربا أو التعاون عليه, إلى أين أعمل الآن وكل المؤسسات والهيئات والشركات يشوبها الربا في تعاملها أو تعاملها مع الجهات الربوية, وليس لي رأس مال أتاجر به أو حرفة أحترفها, فكل خبراتي 15سنة في المحاسبة والمراجعة والتحليل المالي والإدارة, والآن جاءتني وظيفة مدير مالي بمصنع أسمنت بعيداً عن النشاط الربوي، ولكن المصنع قائم علي تمويل ربوي من البنك يتم سدادة بفوائد وكذلك التعاملات مع البنوك الربوية التي بدوري سأكون مشرفا علي كافة الأعمال واتخاذ القرار وإبرام العقود والتسويات وخلافه فما رأيكم بذلك؟ وإن كانت كل الأعمال المعروضة علي بهذه الكيفية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن العمل في وظيفة مدير مالي لمصنع أسمنت جائز، وإن كان هذا المصنع أقيم بقرض ربوي، لكن الذي لا يجوز هو أن يمارس المدير في مهنته هذه المعاملات الربوية، كالاقتراض بالفائدة ونحو ذلك، وأن يكون هو مقدرها ومعتمدها، وفي الحديث: لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه.. رواه مسلم.

وإذا كانت كل الوظائف المعروضة على الأخ السائل يلزم منها أن يمارس الحرام فإنه لا يجوز له قبول شيء منها، ويصبر حتى ييسر الله له عملاً لا حرمه فيه، وإذا وصل إلى حالة الضرورة فيجوز له العمل في شيء من ذلك وبقدر الضرورة، لقول الله تعالى: إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام:119}، والضرورة المبيحة هنا هي أن يخشى الهلاك على نفسه أو على من يعول إن لم يمارس هذا العمل، وفي معنى خشية الهلاك خشية الوقوع في مشقة شديدة يصعب تحملها عادة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني