السؤال
سيدي شيخي الفاضل حججت السنة الماضية وقد كنت قبلها لا أترك صلاة الفجر أبدا وكنت في مركز تحفيظ أحفظ القرآن الكريم وكنت أسمع المحاضرات وأجاهد نفسي في الكثير من المعاصي وجل من لا يخطئ غير أني كنت أفضل حالاً مما أنا عليه الآن بعد أن أديت فريضة الحج تدهورت كثيراً أصبحت أتأخر عن الفجر وعدت لممارسة العادة الكريهه المسماة سرية . وأصبحت أغتاب وأكذب ليس كثيراً لكني لم أعد أبذل جهدا لترك المعاصي . مازلت أنصح من أحبهم بترك ما أفعله أنا من كذب وغيبة ونفاق ليس لأني أرائي بل لأني أخشى عليهم من صدق ولا أريدهم أن يكونوا مثلي بل أفضل لأني أتعذب دائماً بعد كل معصية خاصة بعد أن علمت بتحريم العادة الكريهة ساعدوني فقد قال لي أحدهم أن مقياس قبول الله لطاعة العبد هو أن يستمر في الأعمال الصالحة وأن يوفقه الله بترك المعاصي هل يعني هذا أنه لم يقبل حجي. تعلم أني صادفت الكثير من الفتن في حجي السنة الماضية وجاهدت نفسي وقد حدث أن أبي أصيب بعرق النساء ولم يكن يستطيع المشي إلا بصعوبة فكنت بعض الأوقات عندما نتأخر في أداء نسك معين أتبرم وأشكو وأعتقد أني كنت في وضع لا مجال فيه لإبداء التعاطف مع أبي لأني كنت أخشى أن تفوتنا بعض الشعائر أو أن نتأخر فيها مما انعكس على تصرفاتي فكنت قاسية في عدم إخفاء قلقي على أبي الذي كان يحاول ويحاول أن لا يحملنا حاله وأن يدعنا قدر الإمكان وحدثت مشاجرة صغيرة بيني وبين أختي في الحج بسبب أنها تريدنا أن نطوف من داخل المسجد الحرام وأنا رفضت وصممت أن نطوف من الصرح نفسه وقد كنت على حق لأن الصرح كان أقل ازدحاما من داخل المسجد غير أنها كانت تمسك بيدي وهي خائفة أن يحصل شيء وهي تردد أنني عنيدة وأني لا أفهم وأني على خطأ وهكذا مضى الكثير من وقت الطواف وأنا أحاول أن أمسك أعصابي كي لا أصرخ في وجه أختي وبين أختي التي ظلت تتبرم وتشكي وتغضب . هذا هو حجنا وقد صادفت الكثير الكثير الكثير وأتمنى لو تسنح لي الفرصة كي أحدثكم به كي تعينوني وتوضحوا لي ماذا حدث وإلى أين مصير حجنا. مع العلم أني وأختي الصغيرة لا نتحدث معاً منذ ما يقارب السنة ليس بسببي فقد سمعت أحد الأحاديث عن حرمة المقاطعة وبدأت أنا بالتحدث إليها واعتذرت لها غير أنها بعد مده قصيرة عادت للمقاطعة فقررت أني أنا الأخت الأكبر وأنها قليلة أدب وأني لن أبدأ حتى تأتي هي وقد ذهبت للحج ونحن على هذه الحالة وأقسم بالله أنه ليس خطئي بل كل ذلك بسببها فهي مغرورة وتريد من يسيطر عليها . هذه أنا وهذه حياتي المصغرة ماذا أفعل وما هو مصير حجي وكيف أقلع عن تلك العادة القبيحة فقد كرهت نفسي وتدهور حالي وأريد أن أعود لما كنت عليه أريد أن أعود لأتذوق حلاوة الإيمان فقد جاء أحد الأيام وتذوقتها ومازلت أتمنى أن أعود حتى صلاة الليل كنت أقيمه والصيام دائماً ارحموا من في الأرض بعلمكم وحكمتكم يرحمكم من في السماء برضوانه عليكم وعلي إن شاء الله.
أستأذنكم وجزاكم الله خير الجزاء