الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه

السؤال

أرجو أن ترشدوني أنا تائه وحائر... أنا شاب 26 سنة أعمل كرئيس حسابات للشركة ومسؤول الفواتير، حيث أقوم بإعداد الفواتير والحسابات كما أعلمكم أن الزبائن الذين نعمل معهم هم من سلك شركة الدولة أي شركات عمومية يقوم هذا الأخير بزيادة السلع في الفواتير (السرقة) ليست بالكمية الصحيحة أي زيادة عن الكمية التي استلموها حتى يأخذ ثمنها علما بأن صاحب الشغل يعرف ذلك ويحب ذلك، أنا أقوم بإعداد الحسابات و الفاتورة الشهرية للزبائن ومنه لا بد من إعداد الحسابات الخاصة بهذه السرقة وأقوم بمراقبتها لأن وظيفتي تتطلب ذلك، أنا حائر إن كنت أعمل عملا حراما، مع العلم بأنني لا أتقاضى من هذا العمل سوى الأجرة الشهرية التي تقدمها لي الشركة ولا آخذ أي مال حرام، أنا حائر هل أتوقف عن العمل، مع العلم بأن العمل يصعب كثيرا الحصول عليه في هذه الأيام، فأرجو الرد؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دمت تعمل محاسباً ومسؤولاً عن الأمور المالية ومراقبة سيرها في الشركة فعليك أن تنصح من يغش ويخدع بأن يتقي الله تعالى ويتوب إليه من هذا العمل القبيح والكسب الخبيث، فإن ارتدع فالحمد لله، وإلا فعليك أن تعلم المسؤول المختص بهذه الشركات الحكومية، فإن كان هو كذلك فأعلم من فوقه ولا يجوز لك السكوت على هذا المنكر لا سيما أن لك به صلة ومسؤولية، فإن لم تستطع ذلك فابحث عن عمل آخر، ولا يجوز لك البقاء في هذا العمل إلا لضرورة ملجئة لما في ذلك من السكوت على المنكر والإعانة عليه، واعلم أن تركك له سبب لأن يرزقك الله خيراً منه، وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 1356.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني