السؤال
أنا من فلسطين كنت قد ولدت بالسعوديه وتربيت فيها... ومنذ أن وعيت على الدنيا وأنا والحمد الله في مشاكل نفسية عصيبة... لست أعرف لها حلاً... لا أنا ولا أخواتي نحن خمس بنات وولدان... أبي كان قوي الشخصية وشديداً جداً لدرجه الضرب على أي شيء... أمي كانت صغيرة بالعمر وبنفس اللحظه قد تغربت عن أهلها ولم تجد من يعلمها ماذا تفعل تعرفت على صديقة لها بالسعودية... عندما كان أبي يضربها فصديقتها لم تنصحها خيراً أبداً... فعرضت عليها بأن تحدث الشباب على التلفون وبأنها يمكن أن تجد الذي لاتجده مع أبي من راحة نفسية... أخي الكبير كان لا يتجاوز 9 من العمر وأختى الكبرى 8 سنوات وأختي الأكبر مني لم تتجاوز 7 سنوات وأنا 6 وبدأنا نكبر ونرى مالا يعجبنا من الطرفين نبكي عندما نجد أبي يضرب أمي ونغضب عندما نجد أمي حاملة التليفون وتتحدث... كبرنا وكبر همنا وأصبحنا عديمي الثقة في النفس وفي غيرنا من البشر... رجعنا إلى أرضنا بفلسطين وحاولنا المعيشة هنا... ولكن أبي قد أصيب بمرض الكانسر بالدماغ... وأمي ما زالت على ما هي عليه... حاولنا أن ندلها على الطريق الصواب وأن نبعدها عن هذه الطريق ولكن دون جدوى... كانت لا تطيق لنا كلمة لدرجة أحياناً الضرب والغضب علينا... توفي أبي الله يرحمه.. وأمي ما زالت على ما هي عليه.. سافر أخي الكبير على السعودية من أجل الرزق ولقمة العيش وبقينا نحن خمس بنات وأمي في بلد... كنا لا نعرف النوم ليلاً من شدة الخوف والتفكير... والآن أصبحنا نفكر كيف لنا أن نجعل أمي تبعد عن هذه الطريق... وبالفعل حاولنا... وذلك عن طريق بعض التهديدات عن الطريق غير المباشر... وأحياناً كنا ندعي المرض.. وأحياناً الهلوسه والجنون لكي تبعد... وكانت تبعد وما نلقى سوى تلك المرأة نفسها ترجع لها أفكارها السامة والآن الحمد الله أصبحت لا تتحدث إلى أحد... الآن أصبحنا نكره كل شيء بالحياة ليس يأسا وإنما مما قد رأينا من خيانة وعنهجيه في هذا الزمن.. سؤالي هل نأثم أنا وإخواني على سكوتنا عن أمي ولأننا لم نخبر أبي وهل نأثم من رب العباد... علماً بأننا كنا نبكي دوماً على ما تفعل أمي... علماً أيضاً بأننا نحن أصبحنا شابات في عمر الزهور وهذا كله لم يؤثر علينا بل جعل كل من يعرفنا يمدح فينا وبأخلاقنا الحميدة... أريد أن أريح نفسي أنا وأخواتي ماذا نفعل الآن وكيف نسير الحياة وكيف لنا أن نزرع الثقه بأنفسنا وبغيرنا من الناس.......... كيف أن ننظر للحياة بنظرة مخالفة عن النظرة الأولى التي زرعها أبي وأمي لنا؟ ودمتم بحفظ الرحمن.