السؤال
كنت قد أرسلت فتوى رقم 97889 والخاصة بطباعة الأكياس البلاستيك وهي كما تعلمون يكتب عليها اسم صاحب المحل والعنوان وقد يكون اسم صاحب المحل عبد الله..إلخ والعنوان مثلا" شارع عبد الرحمن..إلخ
وسؤالي هو لماذا لا ينطبق نفس الكلام السابق على الجرائد التي تهان أكثر من الأكياس فلماذا حرمة طباعة الأكياس التي تحمل اسم الله على من يطبعها وليس على من يستعملها مثل الجرائد مثلما قد أفتيتم في فتوى سابقة الخاصة بالجرائد المشتملة على آيات قرآنية مع العلم أن الأكياس لا تحوي قرآنا ولا حديثا نبويا بل المشكلة في الأسماء التي بها اسم الله.
مع العلم أن هذه المصانع التي تصنع الأكياس وتطبعها عددها كثير جدا ويعمل بها آلاف المسلمين وهم يعتقدون كما كنت أعتقد أنه عمل حلال، أرجو أن يتسع صدركم للسؤال وأرجو من سيادتكم الرد حيث يتوقف عليه مستقبل أسر كاملة.
جزاكم الله خيرا" وزادكم توفيقا"
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكر الأخ السائل على متابعته لموقعنا وإبداء آرائه وملاحظاته، ونطمئنه بأننا نسعد بذلك وتتسع صدورنا له.
وأما لماذا لا نقول بتحريم العمل في طباعة الجرائد لاشتمالها على اسم الله -غالبا- كما أفتينا بتحريم العمل في طباعة أكياس البلاستيك المشتملة على ذلك؟
فالجواب هو أن هناك فرقا بين أكياس البلاستيك وبين الجرائد؛ إذ كتابة اسم الله تعالى على الأكياس ليس أمرا لازما وضروريا، ووضع الأطعمة والملابس فيها لا يتطلب كتابة شيء من ذلك، وبإمكان صاحب المصنع أن يستغني عن كتابة اسمه المشتمل على اسم الله بأن يكتب اسم المصنع أو هاتفه وعنوانه وبريده الألكتروني مثلا.
والجرائد موضوعة أصلا للقراءة ونشر العلم والمعرفة، فلا غنى لها عن كتابة موضوع إسلامي أو ترشيد أو وعظ أو بيان حق وتفنيد باطل، وقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم لقيصر وكسرى، وتضمنت رسالته لهما آيات قرآنية.
فلا يمكن القول بحرمة طباعة الجرائد لخوف امتهان ما كتب فيها من الذكر، وإنما تبقى التبعة بعد ذلك على قارئها فهو المطالب بصيانتها وحفظها من الامتهان؛ بخلاف الأكياس البلاستيكية التي تصنع أصلا لتمتهن -غالبا- ويمكن أن يستغنى عن كتابة شيء من الذكر كأسماء الله تعالى.
والله أعلم.