الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز العمل في صيانة وبيع وشراء أجهزة يغلب على الظن أنها مسروقة

السؤال

أنا صاحب مكتب صيانة للحاسوب والستالايت تأتيني بعض أجهزة الحاسوب للصيانة وأنا أشك بمصدر هذه الأجهزة بمعنى آخر أشك أنها أجهزة مسروقة وتعرض علي حاسابات للبيع وأنا بنفس الشك وأبيعها وأضيف مبلغا على السعر الذي طلبه صاحب الجهاز للربح، وقسم من الزبائن لا يعطيني مبلغ الصيانة يعطيني بدله قطع أجهزة غيار للحاسبة، فهل مبلغ الصيانة أو الربح الذي أجنيه من هذا العمل حرام، مع العلم أن أكثر الحالات أنا مجبر على صيانة هذه الأجهزة وبيعها، وبعض الأحيان يكون عندي يقين ببعض الحالات أنها حرام وأيضا لا أستطيع تركها لأن حكم القوي على الضعيف، فماذا أفعل أفيدوني، مع العلم بأن أكثر من 90% من الأجهزة التي أقوم بصيانتها أو بيعها هي محور شك، وهل يجب علي ترك هذا العمل وإذا تركت هذا العمل وأنا صاحب عائلة مكونة من 9 أفراد ولكن لا أريد أي مبلغ حرام لأني أخاف الله؟ وجزاكم الله عني خير الجزاء.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

لا يجوز لك الاستمرار في هذه المهنة، وإذا اتقيت الله فلن تجد إلا خيراً.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

لا يجوز الإقدام على صيانة الأجهزة المسروقة، ولا بيعها أو التعامل مع أصحابها أي نوع من التعامل، لأن ذلك يعتبر إعانة على المعصية، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، وما ذكرته من أنك في بعض الأحيان يكون عندك يقين بأن ما تتعامل فيه حرام، وأن أكثر من 90% من الأجهزة التي تقوم بصيانتها أو بيعها هي محور شك، هو -في الحقيقة- خطأ كبير، لأن هذا يفيد غلبة الظن بأنك تتعامل بالحرام، والمقرر عند أهل العلم أن غلبة الظن تقوم مقام اليقين.

وعليه فننصحك بأن تتوب إلى الله تعالى مما مضى، وتبحث عن مهنة غير هذه، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، والله تعالى يقول: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:2-3}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني