الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يتعلق بموقف أبيك من الإنفاق عليك ومنعك من السكن في بيته قد أجبناك عنه في الفتوى رقم : 139945.
وأما بخصوص ترك زيارة والدك بالكلية فهو غير جائز من غير عذر، وإذا تأذى الوالد منه فهو عقوق من كبائر الذنوب ، وانظري الفتوى رقم : 99048.
أما إذا كنت تتضررين من زيارته ضررا محققا فلا يكون امتناعك من زيارته عقوقا ما دمت تصلينه بالهاتف ونحوه، مع التنبيه إلى أنّه لا ينبغي التسرع في نسبة ما يعرض لك عند زيارة والدك إلى السحر ونحوه، لكن إذا كانت هناك دلائل على وجود سحر فعلاجه ميسور بإذن الله تعالى بالمحافظة على الأذكار والرقى المشروعة مع التوكّل على الله ، وراجعي في ذلك الفتويين: 2244، 10981.
وفي الأخير نذكرك بأن حق أبيك عليك عظيم مهما كان حاله وأن بره من أعظم أسباب رضوان الله ودخول الجنة، فعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه. رواه ابن ماجه والترمذي. فننصحك بأن تغيري أسلوبك مع أبيك مهما كان حاله معك، وأن لا تدعي للشيطان سبيلا يزيد بها اتساع الهوة بينك وبين أبيك.
والله أعلم.