الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من باع دينه بدنياه له ثلاثة أحوال:
الحال الأولى: أن يكون قد ضيَّع أيامه في تحصيل مُتع الحياة ولذاتها منشغلاً بذلك عن الاستعداد ليوم المعاد، فهذا مغبون؛ لأنه اشتغل بالفانية عن الباقية، فأيام الدنيا - وإن طالت - معدودة، وهي سريعة الانقضاء. قال الله تعالى: وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ. [العنكبوت:64]. وانظر الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 53328 / 121606 / 132931.
والحال الثانية: أن يكون قد انهمك في معصية الله تعالى بما دون الكفر، وهذا إن تاب قبل الممات، تاب الله تعالى عليه، وإلا فإنه تحت المشيئة إن شاء الله تعالى عذبه وإن شاء غفر له، طالما أنه من الموحِّدين، وانظر الفتويين: 17343 / 38264 .
والحال الثالثة: أن يقع في الرِّدَّة -والعياذ بالله- فهذا خالد مخلَّد في جهنم، مع فرعون، وهامان، وقارون، وأبي بن خلف!
والله أعلم.