الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في كون الزنا من أفحش الذنوب ومن أكبر الكبائر، ومن وقع في هذه الفاحشة مع امرأة فلا يجوز له زواجها إلا بعد التوبة والاستبراء، لكن في هذا الحكم خلاف بين أهل العلم، فلا نرى مانعاً لمن وقع في هذا الأمر ومضى على زواجه زمن، أن يأخذ بقول من يصحح هذا الزواج، وراجع الفتويين رقم: 217870، ورقم: 219151.
والعجب منك أنك تحمّل المرأة جريرة هذه الفاحشة وكأنك لم تكن شريكا لها! مع أنك مقر بأنك كنت تأتي إلى بيتها لتفعل معها الحرام!! فالواجب عليكما التوبة إلى الله مما وقعتما فيه من الحرام، وعليكما أن تستترا بستر الله ولا تخبرا أحداً بمعصيتكما، ولا يجوز لك أن تخبر أهل زوجتك أو غيرهم بتلك المعصية، قال ابن عبد البر رحمه الله:.. فيه أيضا ما يدل على أن الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه إذا أتى فاحشة وواجب ذلك عليه أيضا في غيره...
ومن ستره الله في الدنيا كان بشارة له بالستر في الآخرة، فلا يجوز أن يفضح نفسه، فقد روى مسلم عن أبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة.
وإذا كانت زوجتك تسيء عشرتك ولا تطيعك فيما يجب عليها من الطاعة، فلتسلك معها وسائل الإصلاح بالتدرج فتبدأ بالوعظ، فإن لم يفد، فالهجر في المضطجع، فإن لم يفد، فالضرب غير المبرح، فإن لم تفد معها هذه الوسائل، فليتدخل حكم من أهلك وحكم من أهلها ليصلحوا بينكما أو يفرقا في حال تعذر الإصلاح، وإذا كانت هناك علامات على وجود سحر أو مس من الجن، فعلاجه بالرقى المشروعة والأذكار المسنونة، وراجع الفتويين رقم: 2244، ورقم: 10981.
ولا بأس بالرجوع إلى الثقات من المعالجين بالطرق المشروعة، ولمعرفة الفرق بين من يعالج بالقرآن وبين المشعوذين والدجالين راجع الفتوى رقم: 6347.
والله أعلم.