باب من لا تحل له الصدقة من الأغنياء والأقوياء.
1598 - أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الكسائي، أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال، نا أبو العباس الأصم.
ح وأخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، ومحمد بن أحمد العارف، قالا: أنا أنا أبو بكر الحيري، أنا أبو العباس الأصم، أنا الربيع، أنا الشافعي، عن سفيان بن عيينة، عن أبيه، عن هشام، يعني ابن عروة، عبيد الله بن عدي بن الخيار، أن رجلين أخبراه أنهما أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألاه من الصدقة، فصعد فيهما وصوب، فقال: "إن شئتما أعطيتكما ولا حظ فيها لغني، ولا لذي قوة مكتسب".
قال رحمه الله: فيه دليل على أن ولم يعتبر النبي صلى الله عليه وسلم ظاهر القوة دون أن [ ص: 82 ] ضم إليه الكسب، لأن الرجل قد يكون ظاهر القوة غير أنه أخرق لا كسب له، فتحل له الزكاة، وإذا رأى الإمام السائل جلدا قويا شك في أمره وأنذره، وأخبره بالأمر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فإن زعم أنه لا كسب له، أو له عيال لا يقوم كسبه بكفايتهم، قبل منه وأعطاه. القوي المكتسب الذي يغنيه كسبه لا يحل له الزكاة،