فصل في ذكر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - على أبي ثروان وعلى الرجل الذي مر بين يديه وغيرهما : 
 188  - ذكر  أبو الشيخ  في دلائل النبوة ، أخبرنا إسحاق بن أحمد  ، ثنا محمد بن هارون القطان  ، عن عبد الملك بن هارون بن عنترة  ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي ثروان  ، وكان أبو ثروان  راعي غنم لبني عمرو بن تميم  في إبلهم ، فخاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قريش ، فخرج ، فنظر إلى سواد ، فقصده ، فإذا هي إبل ، فدخل بين الإبل ، فجلس ، ونفرت الإبل ، فقام أبو ثروان  ، فأطاف بالإبل ، فلم ير شيئا ، ثم تخللها ، فإذا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس ، فقال : من أنت ؟ فقد أنفرت علي إبلي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لن ترع ، أردت أن أستأنس إلى إبلك ، فقال له أبو ثروان :  من أنت ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ما يضرك أن لا تسألني ، أردت أن أستأنس إليك ، وإلى إبلك ، فقال أبو ثروان :  إني لأراك الرجل الذي يزعمون أنه خرج نبيا ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أجل ، فأدعوك إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا  عبده ورسوله ، فقال له أبو ثروان :  اخرج ، فإنه لا يفلح إبل أنت فيها ، فطرده ، وأبى أن يدعه ، فدعا عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : اللهم أطل شقاءه ، وبقاءه ، قال أبي : فأدركته شيخا كبيرا شقيا يتمنى الموت .  
 [ ص: 161 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					