فصل :
307 - أخبرنا في كتابه ، أنا أبو المحاسن الروياني أبو القاسم حمد بن علي بن محمد الديبلي الروياني ، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن عمر ، ثنا ، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم علي بن المنذر الطرائفي ، ثنا ، ثنا ابن فضيل الأجلح ، عن الذيال بن حرملة ، عن جابر - رضي الله عنه - قال : أبو جهل لعنه الله ، والملأ من قريش : التبس علينا أمر محمد ، فلو ابتغيتم رجلا يعلم السحر ، والكهانة ، والشعر ، فأتاه ، فكلمه ، ثم أتانا ببيان من أمره ، فقال عتبة بن ربيعة : والله لقد سمعت السحر ، والكهانة ، والشعر ، وعلمت من ذلك علما ، وما يخفى علي إن كان كذلك ، فأتاه ، فلما خرج إليه ، قال له عتبة بن ربيعة : والله لقد سمعت السحر ، والكهانة ، والشعر ، وعلمت من ذلك علما ، أنت يا محمد ، خير أم هاشم ؟ أنت خير أم عبد المطلب ؟ أنت خير أم عبد الله ؟ فبم تشتم آلهتنا ، وتضلل آباءنا ؟ فإن كان بك الرياسة عقدنا لك ألويتنا ، وكنت رأسا ما بقيت ، وإن كان بك الباءة زوجناك عشر نسوة تختارها من أي بنات قريش شئت ، وإن كان المال جمعنا لك من أموالنا ما تستغني به أنت وعقبك بعدك ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يتكلم ، فلما فرغ ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بسم الله الرحمن الرحيم ( حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا ) إلى قوله ( فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ) ، فأمسك عتبة على فيه ، يعني على في النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وناشده بالرحم أن يكف ، ورجع إلى أهله ، فلم يخرج إلى قريش ، واحتبس عنهم ، فقال أبو جهل : يا معشر قريش ، والله ما نرى عتبة إلا صبأ ، وأعجبه طعامه ، يعني طعام النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وما ذاك إلا من حاجة أصابته ، انطلقوا بنا إليه ، فأتوه ، فكلموه ، قال وفي رواية الحسين بن علي بن الأسود ، عن ، ابن فضيل فقال أبو جهل : والله يا عتبة ما حبسك عنا إلا أنك قد صبوت إلى محمد ، وأعجبك أمره ، فإن كانت بك حاجة جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن طعامه ، قال : فغضب ، وأقسم أن لا يكلم محمدا أبدا ، وقال : قد علمتم أني أكثر قريش مالا ، ولكن أتيته ، فقصصت عليه القصة ، فأجابني والله بشيء ما هو شعر ، ولا سحر ، ولا كهانة ، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم : ( حم تنزيل من الرحمن ) إلى قوله : ( صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ) ، فأمسكت على فيه ، وناشدته بالرحم أن يكف ، وقد علمت أن محمدا إذا قال شيئا لم يكذب ، فخفت [ ص: 222 ] أن ينزل بكم العذاب .