212  - قال : وحدثنا مسلم  ، حدثنا  عبد الله بن مسلمة بن قعنب  ، ثنا  سليمان بن بلال  ، عن عمرو بن يحيى  ، عن عباس بن سهل الساعدي  ، عن  أبي حميد   - رضي الله عنه - ، قال : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك ، فأتينا وادي القرى  على حديقة لامرأة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اخرصوها ، فخرصناها ، وخرصها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة أوسق ، وقال : أحصيها حتى نرجع إليك إن شاء الله ، فانطلقنا حتى قدمنا تبوك ،  فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ستهب عليكم الليلة ريح شديدة ، فلا يقم فيها أحد ، فمن كان له بعير ، فليشد عقاله ، فهبت ريح شديدة ، فقام رجل ، فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيء ، وجاء ابن العلماء صاحب أيلة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتاب ، وأهدى له بغلة بيضاء ، فكتب إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأهدى له بردا ، ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى ، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرأة عن حديقتها كم بلغ ثمرها ، فقالت : عشرة أوسق ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إني مسرع ، فمن شاء منكم ، فليسرع معي ، ومن شاء ، فليمكث ، فخرجت حتى أشرفنا على المدينة ، فقال : هذهطابة ،  وهذا أحد ،  وهو جبل يحبنا ، ونحبه .  
قال الإمام - رحمه الله - : قوله : يضحى النهار ، أي : يرتفع ، وينتشر شعاع الشمس ، وتبض : تسيل ، وتندى ، والشراك : شراك النعل ، يصف قلة الماء ، وصغر المنبع ، والمنهمر الكثير ، والجنان : البساتين ، أحصيها ، أي : احفظها ، وقوله : بجبلي طيء ،  يعني بالبادية ، وبين تبوك  وبين جبلي طيء  مسافة بعيدة ، والخرص : الحزر . 
 [ ص: 172 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					