فصل : 
 229  - روى  الهيثم بن كليب  ، قال : حدثنا العباس الدوري  ، ثنا  يعقوب بن إبراهيم  ، ثنا أبي ، عن  صالح بن كيسان  ، عن  ابن شهاب  ، قال : أخبرني  أبو سلمة  أنه بلغه أن كسرى  بينا هو في دسكرة ملكه بعث إليه ، وقيض له عارض يعرض عليه الحق ، فلم يفجأ كسرى  إلا رجل يمشي ، وفي يده عصا ، فقال : يا كسرى  ، هل لك في الإسلام قبل أن أكسر هذه العصا ، قال : لا تكسرها ، فولى الرجل ، فلما ذهب أرسل كسرى  إلى حجابه ، فقال : من أذن لهذا الرجل علي ، فقالوا : ما دخل عليك أحد ، فقال : كذبتم ، فغضب عليهم ، وثلبهم ، ثم تركهم ،  [ ص: 180 ] فلما كان رأس الحول ، أتاه ذلك الرجل ، ومعه العصا ، فقال : يا كسرى  ، هل لك في الإسلام قبل أن أكسر هذه العصا ، قال : نعم ، لا تكسرها ، فلما انصرف عنه دعا حجابه ، فسألهم : من أذن لهذا ؟ فأنكروا أن يكون دخل عليه أحد ، فلقوا من كسرى  ما لقوا في المرة الأولى ، حتى إذا كان في الحول المستقبل أتاه ذلك الرجل ، ومعه العصا ، فقال : هل لك يا كسرى  في الإسلام قبل أن أكسر هذه العصا ، قال : لا تكسرها ، لا تكسرها ، فكسرها ، فهلك كسرى  عند ذلك .  
 230  - وقد ذكر الواقدي  هذه القصة عن  محمد بن عبد الله  ، عن  الزهري  ، عن  أبي سلمة  ، عن  أبي هريرة   - رضي الله عنه - ، قال : بينا كسرى  مغلق بيته الذي يخلو فيه ، إذ دخل رجل في يده عصا ، وذكر الحديث بطوله . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					