فصل: وقد وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد، وتارة في إخراج ضاد المغضوب. ولقد رأيت من يقول المغضوب فيخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده، وإنما المراد تحقيق الحرف فحسب، وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة، وكل هذه الوساوس من إبليس. وعن لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة، سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء سهل بن أبي أمامة حدثه أنه دخل هو وأبوه على رضي الله عنه وهو يصلي صلاة خفيفة كأنها صلاة مسافر فلما سلم قال: يرحمك الله أرأيت هذه الصلاة المكتوبة كصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أم شيء تنفلته؟ قال: إنها لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخطأت إلا شيئا سهوت عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديورات ( أنس بن مالك ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ) . وفي أفراد أن مسلم من حديث قال: عثمان بن أبي العاص ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذاك الشيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه ثلاثا واتفل عن يسارك"